اتفق فلكيون عرب على استحالة رؤية الهلال ليلة الجمعة بالعين المجردة أو حتى باستعمال اجهزة التليسكوب في جميع أنحاء العالم تقريباً، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو لعدم حدوث ما يسمى بالاقتران قبل غروب الشمس.ويؤكد هؤلاء المختصين الذين نشروا تقاريرهم عبر عدة مواقع الكترونية، أنه يستحيل رؤية الهلال ولا حتى بالتلسكوب نظرا لقربه الشديد من الأفق وقلة إضاءته، حيث اعتبرت الهيئة الإسلامية لرصد الأهلة التابعة للمملكة العربية السعودية، أن القبول بالشهادة سيكون بمثابة عدم اعتبار رأي الفلكيين الذين أثبتوا استحالة الرؤية، مطالبا بضرورة الاستفادة من آراء الفلكيين الذين يقولون بذلك، وأن لا يقبلوا شهادة الرائين من غير تمحيص. وهو نفس التقرير الذي اوردته جمعية الشعرى لعلم الفلك الجزائرية، حيث أكدت مصادر ل»اخر ساعة» والتي أضافت أن مساء الجمعة الموافق 17 أوت، وهو يوم تحري هلال شهر شوال، سيحدث الاقتران المركزيّ للقمر في الساعة 15:54 بالتوقيت المحلي، وتكون رؤية الهلال مساء الجمعة مستحيلة في جميع أنحاء العالم تقريباً بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس أو لعدم حدوث الاقتران قبل غروب الشمس. من جهته أكد الفلكي عضو هيئة التدريس بالجامعة الأردنية الدكتور عبد القادر عابد عبر موقعه الرسمي إن رؤية الهلال ليلة الجمعة بالعين المجردة والتلسكوب أمر مستحيل ولا يمكن لأي أحد أن يرى الهلال مساء الخميس بعد صلاة المغرب، مرجعا ذلك إلى أن القمر يطلع بعد دقيقتين من غروب الشمس في معظم البلدان العربية والمسلمة، حيث يتزامن مع غروب الشمس، وبالتالي فلا طائل من رؤيته وليست هناك أدنى فرصة. وذكر معظم الفلكيين أن الإشكالية تكمن في تصديق الشهود الذين يقدمون تقاريرهم لمختلف البلدان العربية مهما اختلفت كيفية تسمية هؤلاء المشرفين على الرؤية ، في ظل هذه الظروف التي يستحيل معها رؤية الهلال، حيث انتقد الفلكيون هذه الممارسات التي اعتبروها «قديمة» وشددوا على أهمية التأكد من شهاداتهم وردها إن كانت مستحيلة، خصوصا وأن هؤلاء الشهود ثبت عليهم مخالفتهم للواقع أكثر من مرة على مدى سنوات.يذكر أنه سبق لجمعية الشعرى للفلك وأن طرحت في بيان لها الإشكال بين المبدأ القائم على توحيد المطالع والمبدأ القائل باختلاف المطالع أو قاعدة الرصد المحلي، حيث أكدت أن معظم الدول الإسلامية بدأت شهر رمضان لهذا العام في يوم واحد، الأمر الذي لم يتم منذ سنوات عديدة، أما البلدان الأخرى التي لم تصم مع الباقي فكان الأمر مرتبطا بالمنهج الخاص المستعمل لاعتماد بداية شهر رمضان المبارك، مما يدعم مصداقية الحساب الفلكي الذي صرح باستحالة رؤية الهلال. وبالنظر إلى هذا الوضع القائم دعت جمعية الشعرى للفلك وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى توضيح موقفها من القضية، وذلك من خلال تحديد المعايير التي ستعتمد عليها الوزارة في قبول تقارير رصد الأهلة، علما بأن الاستنتاجات التي قدمتها الجمعية تتوافق تماما مع تصريحات الهيئات الفلكية العالمية.