بدت الحركة شبه مشلولة في شوارع خالية بمختلف ولايات الشرق الجزائري كما أكدت تقارير مراسلينا حول أجواء الاحتفال بالعيد، حيث غصت جل البلديات والولايات والدوائر في النوم إلى ما بعد الظهر، عدا بعض التجار ممن فضلوا تهيئة محلاتهم لأولى أيام العيد الذي أعلن انتهاء شهر رمضان، وفي الوقت الذي ما يزال فيه المواطن الجزائري لم يهضم جيّدا أسباب اقتران شهر رمضان والأعياد بالمشاكل التي يمكن أن تزيح عنه تلك الفرحة، فعلى غرار كل السنوات المنصرم غابت كذلك اليومين المنصرمين كذلك مادة الخبز وأكياس الحليب دون أن ننسى لهيب أسعار السلع الاستهلاكية، وهي المناسبة وغيرها التي يجعل منها بعض التجّار والسماسرة الفرصة السانحة للربح الوفير في ظلّ غياب قانون تحديد هامش الربح، إلى جانب انعدام الرقابة وانتشار المضاربة. ورغم الحرارة المرتفعة التي ميزت شهر أوت احتفل المواطنون يوم الأحد بعيد الفطر المبارك في جو من الفرح و الطمأنينة حيث أدوا صبيحة أول أمس صلاة العيد و قاموا بزيارات ذويهم و أقاربهم دون أن ينسوا المرضى للتخفيف عنهم، وبذلك نهضوا باكرا قصد التوجه إلى المساجد لتأدية الصلاة ثم زيارة الأقارب أو المقابر للترحم على روح موتاهم، كما استغل المؤمنون هذه المناسبة الدينية لأداء فريضة زكاة عيد الفطر للمحتاجين و التي حددت هذه السنة ب 100 دينار للفرد. إلا ان مختلف ولايات الوطن على غرار عنابة وسكيكدة وجيجل وقسنطينة وحتى عاصمة الهضاب سطيف بدت شبه مشلولة لصبيحة أمس وأمس الأول، فإلى غاية 11 صباحا لم تكن الحركة قد دبت بعد في الطرقات، عدا بعض المقاهي التي كانت تستعد لاستقبال الزبائن بوسط المدن، فبعد أن أخذت محلات الفاست فود عطلتها السنوية في الشهر الفضيل، قرر الخبازون بدورهم غلق محلاتهم يومي العيد، رغم توصيات الوصاية التي أكدت بأن أغلبيتهم سيفتحون لتغطية طلبات المستهلكين، ورغم أن عدد المخابز وطنيا يقدر ب 13ألف مخبزة، الا أن السيناريو السنوي خلال يومي العيد اكتمل حيث ندرة حادّة في الخبز ليجد المواطن نفسه في رحلة طويلة للبحث عن مادة أضحى الحصول عليه مستحيلا في يوم توقّفت فيه مختلف الأنشطة التجارية، حيث لم تفتح سوى 5 آلاف مخبزة ابوابها حسب المصالح الرسمية لتموين المواطنين بالخبز عبر الوطن، هذا ما أدى لتفشي ظاهرة المضاربة مرة أخرى، حيث بات التجار المضاربون يبيعون الخبز ب50 دج في الشوارع. رغم اعلان المؤسسة العمومية للنقل الحضري و شبه الحضري عن تسطير برنامج خاص لضمان الرحلات بمناسبة عيد الفطر، الا ان العديد من المواطنين اشتكوا ل«اخر ساعة” من تصرفات بعض السائقين الذين انتهزوا حسبهم الفرصة لمضاعفة أسعار النقل، وهذا ما يعاقب عليه القانون الجزائري لذلك فان هؤلاء السائقين مهددين، اذا تم تطبيق ما وعدت به الوصاية الممثلة بمديريات الأمن وحتى النقابة، بالإقصاء. و من جهتها وربما تكون الادارة العمومية الوحيدة التي أشرفت على نشاطها يومي العيد، فقد بقيت محطات الخدمات التابعة لنفطال مفتوحة لضمان للمواطنين التزود بالوقود. وبذلك عاشت العائلات في مناسبة عيد الفطر تقريبا نفس الصعوبات و الانزعاجات التي عانت منها طيلة شهر الصيام الذي تميز بدرجات حرارة مرتفعة و ارتفاع أسعار المواد الغذائية و الألبسة و في بعض الأحيان من الانقطاعات في التيار الكهربائي.