أدانت أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء قسنطينة، المتهم “ق.ر" 27 سنة وهو عسكري يعمل بالناحية الخامسة، بالسجن المؤبد، بعد اتهامه في جريمة قتل راح ضحيتها الشاب “ب.ش"34 سنة ويعمل حارسا لحظيرة بوسط المدينة. وترجع حيثيات القضية إلى يوم 11 أكتوبر من سنة 2011 عندما اكتشف الضحية “ب.ش” و هو من مواليد 1979، ويعمل حارس حظيرة بحي طاطاش بلقاسم، من قبل الجيران، جثة هامدة و غارقا في بركة من الدماء، داخل مسكنه الواقع في سطح عمارة بحي طاطاش بلقاسم وسط المدينة، هذا وقد أثبت تقرير الطبيب الشرعي أنه توفي على إثر نزيف حاد في الصدر و البطن نتجا عن استعمال آلة حادة و قاطعة، كما أن الضحية تعرض الى جرحان غائران أحدهما بالجهة الصدرية اليمنى مع كسر في الفقرة الخامسة للظهر نجم عنه إصابة القفص الأيمن للرئة، و أظهرت الخبرة الطبية تضرر الشريان و الوريد الأجوف، كما عثر بعد معاينة مسرح الجريمة على خنجر ملطخ بالدماء في الطابق الأرضي للعمارة، و لوحظت آثار كسر بقفل الباب الرئيسي للشقة، لتحوم الشكوك حول المتهم “ق.ر” 27 سنة و هو عسكري ينحدر من ولاية سوق أهراس يعمل في الناحية العسكرية الخامسة بالمنصورة.وفي نفس السياق أكد شهود عيان بأن المتهم كان برفقة الضحية قبل وقوع الجريمة، برفقة عسكري ثان ينحدر من ولاية الشلف، حيث أن الأخير تركهما في جلسة خمر ثم غادر و كان أول من اكتشف الجريمة صبيحة اليوم الموالي، قضية الحال التي أثارت مشاعر سكان المنطقة أنكر فيها المتهم في بداية استجوابه علاقته بجريمة القتل قبل أن يعترف خلال مراحل التحقيق بتورطه فيها، حيث ذكر زميله في الثكنة العسكرية المدعو “ع.م” و المنحدر من ولاية الشلف، أنه اصطحبه ليلة 12 أكتوبر إلى منزل الضحية، الذي كان يعمل كحارس حظيرة للسيارات و يقطن في سطح عمارة بحي طاطاش بلقاسم، حيث تناولوا المشروبات الكحولية ثم تركه في حدود الساعة العاشرة ليلا بمفرده مع الضحية، الذي قام، حسبه، بعد أن احتسيا المشروب، بإشهار الخنجر في وجهه و أمره بالرضوخ له لممارسة الفعل المخل بالحياء و رفع صوت الموسيقى، لكنه و بعدما رفض ذلك، لف سلكا كهربائيا حول جسمه لكنه استطاع نزعه دفاعا عن نفسه و من ثم تشابكا بالأيدي و استطاع انتزاع الخنجر من يده و من ثم طعنه في بطنه و فر في حالة ذعر شديد، لكنه و عند محاولته الخروج وجد الباب موصدا فركله برجله و اتجه نحو مركز الشرطة بالمستشفى الجامعي أين أعطاه رجل أمن قميصا و أوقف له سيارة أجرة أوصلته إلى الثكنة العسكرية.دفاع المتهم التمس أقصى ظروف التخفيف و تكييف التهمة من القتل العمدي مع سبق الإصرار إلى الضرب و الجرح العمدي، كما استغرب عدم حضور الشاهد الرئيسي و هو العسكري صديق المتهم، و الذي كان ليفك استجوابه مجددا، كما قال، الكثير من الألغاز خصوصا و أنه صرح لدى الاستجواب الأول أنه و بعد خروجه ليلة حدوث الجريمة لمنزل الضحية و من ثم عودته طرق الباب و اتصل بالمتهم و الضحية لكنهما لم يردا فعاد أدراجه، كما أنه كان أول من اكتشف جثة الضحية و أبلغ بعد ذلك جيرانه، فضلا عن عدم العثور على السلك المستعمل في التكبيل، حيث طالب الدفاع بالتعمق أكثر في التحقيق لرفع البصمات من الخنجر، و لم يستعبد أن يكون طرف ثالث قد دخل الشقة بعد خروج المتهم.