من فوائد أن تكون صحفيا هو انك تطلع وبشكل دائم على الأخبار الجديدة والقديمة ما يجعلك تتمتع بمعارف متنوعة ومختلفة وخلال تجربتي في الأقسام الثقافية فهمت اللعبة السياسية التي تمارس علينا وتجرنا إلى المشاركة في رقصة الرضى دون أن ندري بحيث تكرس هذه الأخيرة مجهوداتها في دعم كل ما هو قديم من إنتاج ثقافي أكل عليه الدهر وشرب ولو نفتح ملفا واحدا لتبين لنا الفرق الشاسع بيننا وبين دول أخرى خذو معي الأفلام السينمائية الجزائرية التي تدخل المهرجانات العالمية والإفريقية والمتوسطية في محاولة جادة للمزاحمة على اكبر الجوائز دون أن تخجل من غيرها ..وهو ما تؤكده النتائج في الأخير ورغم تكرر الخسارات فإن القائمين على القطاع لم يستدركوا ما فاتهم من خطوات يفترض أن تتجاوزها محليا قبل الدخول في منافسات على أصعدة اكبر وأعمق منها فهما - واقصد القائمون على قطاع السينما- في مثال غير حصري لطرح الإشكال يفضلون في رأيي تقديم الجاهز من الأفلام القديمة على ان يساهموا بإنتاج آو إخراج أو حتى تمويل مشروع لفيلم جديد رغم ما يتواجد في الساحة من إبداعات شبانية تعتصر الظروف حتى تخرج إلى النور فمازال العم «عثمان عريوات «يتصدر قائمة الأفلام المضحكة ولحسن حظ هذا الرجل الطيب انه مازال يساهم في لم الشمل الاجتماعي المشتت للعائلات الجزائرية التي ينقصها الحنان لتستجمعه في الفيلم الشهير «كرنفال في دشرة « ..أو في «الطاكسي المخفي» أو في « أعصاب وأوتار « كأن بهم يصنعون ذاكرة واحدة لكل الأجيال ..نعم لقد أحببنا هذه الأفلام وأحببنا حتى بعض الرسوم المتحركة على غرار «ماجد» و «عدلان ولينة» و سالي» ولكن شاهدوا كيف أن دول أخرى فرقت بين الأجيال ومنحتها مميزاتها الخاصة بخلق نماذج فنية جديدة لإنتاجها السينمائي أو حتى التلفزي فيما تظل الجزائر تمضي نحو الخلف في عشق وهمي للتاريخ والتراث والتقاليد ..أليس من المفروض أن تنظر بعيون أجيالها كل أجيالها حتى التي لم تلد بعد ..حتى التي لا زالت مشاريع ومخططات في أنابيب الغيب ..لكم أن تفكروا انتم أيضا فريثما تعرف بلادنا طريقها نحو الصواب ناموا واستريحوا وفكروا على مهل واستمتعوا بعمي عريوات فهو والحمد لله ما زال على قيد الحياة . بالفعل رغم أن الرسومات المتحركة مثل «سبونج شبوب» و»شون ذي شيب» خيالية وفظيعة الشكل غير أنها ممتعة ومريحة مبدعة ومفرحة ..فأنا أتفرجها مع أبناء إخوتي واقطع معهم سنوات سوداء من عمري واضحك كما يضحكون وأحيانا أقلدهم أيضا ولا أندم .