عدت إلى "العرش" برتبة جنيرال غيب عن الشاشتين الكبيرة والصغيرة لسنوات طويلة، لكن أعماله لم تغب ولا تزال تدغدغ ذاكرتنا وتفجر ضحكتنا بصدقها وعفويتها وسحرها.. "الطاكسي المخفي" و "كرنفال في دشرة" و "إمرأتان" و "عايلة كي الناس". فضاءات للإبداع المميز لا يمكن أن يرسمها أو يجسدها إلا عثمان عريوات، ملك الكوميديا دون منازع الذي أثبت أيضا تألقه في الدراما التاريخية الثورية من خلال "الشيخ بوعمامة" لبن عمر بختي، فبقي نجما ساطعا رغم كل العراقيل...إتصلنا به فرحب بنا: "يا هلا" وكأنه يواصل تقمص شخصية "سي مخلوف البومباردي" في "كرنفال في دشرة" !! ولأنه لا يملك إلا الصدق والعفورية سر نجوميته التي لا تأفل لم يستطع إخفاء شعوره العميق بالظلم والقهر والتهميش والجحود حتى وهو يحدثنا عن "مولوده" الجديد "العرش" ومولوده القادم "تأشيرة إلى مارسيليا" المهم أنه تحدى كل شيء وقرر العودة بقوة إلى "عرشه" لكن هذه المرة ليس بزي إبن الريف "الخام" بل بقبعة وبزة جنرال... *النصر: هل آن الأوان لنرى جديدك؟ -عثمان عريوات: بعد شهر أو شهر ونصف تقريبا، سيعرض بالجزائر العاصمة الفيلم الجديد "العرش" وهو إخراج مشترك بيني وبين بشير سلامي وقد كتبت بنفسي السيناريو وهو عبارة عن فيلم سينمائي فكاهي إجتماعي مدته ثلاث ساعات ونصف لا تخافوا فلن تشعروا بالملل وأنتم تتابعونه *مليون مبروك مقدما...هل يمكن أن تطلعنا على الموضوع الذي عالجته من خلال هذا العمل؟ -في الواقع أود أن أترك الأمر مفاجأة للجمهور..لكنني أقول لكم بأنه لا يتناول موضوعا واحدا محددا، بل يشرح العديد من الظواهر والآفات والمشاكل من صميم واقعنا الجزائري المعيش خلال التسعينات من القرن الماضي وما أكثرها آنذاك، لكن بطريقة "شر البلية ما يضحك" وطابعي الخاص تم تصوير العمل في عدة مناطق ببلادنا وفرنسا. على فكرة..بعد عرض "العرض" بالعاصمة سنعرضه في قسنطينة وباقي الولايات الأخرى. *وماذا عن الممثلين؟ -البطولة للمتحدث إلى جانب باقة من زملائي من الممثلين المعروفين مثل أحمد بن حصير والعمري كعوان ويوسف ملياني...وكذا وجوه جديدة موهوبة على غرار محمد سلام عباس وغيره. *غيرت عنوان الفيلم عدة مرات منذ أن أعلنت عن الشروع في إنجازه منذ حوالي 8 سنوات من "واقع سنوات الإشهار" الى "سنوات الاشهار" و"العرش الأحمر" ثم "العرش" أي القبيلة التي ترمز الى مسقط الرأس والجذور التي ينتمي اليها المواطن.. لماذا استغرق العمل كل هذه المدة ليرى النور ؟ ولماذا طال غيابك عن جمهورك ؟ - صادفت اثناء انجاز الفيلم الذي عثر أخيرا على عنوانه المناسب بعد طول بحث عدة عراقيل ومشاكل وعملنا في ظروف صعبة لم نجد الطريق معبدا.. المهم أنكم ستستمتعون بثمار جهدنا وصبرنا. * لكن كان بامكانك الظهور في اعمال أخرى بالموازاة مع انجاز "العرش" أو قبله على الأقل لتحتفظ ب "عرش" الكوميديا عن جدار واستحقاق؟ - أقول لكم بصراحة.. لقد تم تهميشي وتغييبي عن الساحة الفنية وأوضح أكثر : "الباطل والمنكر هما اللي طولو" فطال غيابي الذي لم اختره ولم أرده.. المهم انني تفرغت تماما لتجسيد مشروعي وكرست له كل شيء. * هل الصعوبات التي تتحدث عنها متعلقة بالانتاج والتمويل ؟ - أفضل تأجيل التحدث عن هذين الجانبين وأكتفي بالقول بأنني صادفت الكثير من العراقيل من مختلف الأنواع. * يقول بعض الممثلين الكوميديين من أبناء هذا الجيل : لوعاد عثمان عريوات، فسيحيلنا جميعا على البطالة ما رأيك ؟ - الكوميديون الشباب مثل انواع عصائر الفواكه لكل مذاقه وطعمه وخصائصه * من يضحك عثمان عريوات منهم ويتوقع له مستقبلا فنيا زاهرا ؟ - قلت لك لكل واحد لونه ومذاقه الخاص "لا بأس بهم" * وماذا عن الساحة الفنية الجزائرية بشكل عام ؟ - انها في مرحلة التطور.. "رايحة تلقى روحها" تدريجيا * هناك من يرى بأنك تقلد الممثل القدير الفقيد حسن الحساني "بوبقرة" وورثت زيه ولهجته الريفيتين الأصليتين ونجوميته.. ما تعليقك ؟ - هل تعتقدين ذلك حقا ؟! .. أنا لا (يضحك) اعمالي تعكس طابعي الخاص وشخصيتي وعفويتي وتلقائيتي.. فأنا أعيش كل دور أتقمصه وانصهر فيه.. من الواضح ان الكثير من الفنانين المعاصرين يقلدونني وليس العكس * مشاريعك بعد "العرش" - انتهيت من كتابة سيناريو فيلم سينمائي جديد يحمل طابعي الاجتماعي الفكاهي الخاص وأنا بصدد إجراء التحضيرات اللازمة لتجسيده قريبا باذن الله. * ومن رشحت لتقمص الأدوار؟ - لم أضبط بعد القائمة والمؤكد أنه من بطولتي واخراجي. *هذا بخصوص الفن السابع، ماذا عن مشاريعك التلفزيونية وغيرها إن وجدت؟ - ليس لدي الآن أي مشروع تليفزيوني. * هل يمكن أن تقول لنا من ساعدك ودعمك في خضم المشاكل والصعوبات التي تعرضت لها، لتعود بعمل سينمائي ضخم، وتحضر لآخر ربما أضخم؟ - أفتح لكم قلبي وأقول: شكرا وكل العرفان والامتنان والتقدير للسيدة وزيرة الثقافة، لقد وقفت إلى جانبي وساعدتني... أحييها كثيرا من منبر "النصر". * كلمة ختامية... - لا إله إلا الله... المهم أنني رجعت بقوة ومستعد للمنافسة من أجل تقديم الأجمل والأفضل لجمهوري الذي لا يزال ينتظرني ويسأل عني ولم ينساني رغم تغييبي عنه.