أقدمت المؤسسة البرازيلية “أندراد” المسؤولة عن انجاز الجسر العملاق بقسنطينة على متابعة الفرع النقابي للعمال قضائيا أمام القسم الاستعجالي بمحكمة قسنطينة، متهمة إياه بعرقلة سير المشروع، فضلا عن منع مسؤوليها وعدد من العمال الأجانب من دخول قواعد الحياة، ناهيك عن تكبيدها خسائر يومية بقيمة 78 ألف أورو، أي ما يقارب المليار سنتيم بسبب الإضراب الذي وصفته بغير القانوني. و لا تزال الأشغال متوقفة بمختلف ورشات مشروع جسر الرمال العملاق أو جسر الاستقلال بقسنطينة، بعد الأسبوع من إعلان أزيد من 372 عاملا جزائريا دخولهم في إضراب مفتوح، احتجاجا على ظروف العمل التي تفرضها الشركة البرازيلية المنجزة “اندراد غيتيراز “، هذه الأخيرة التي ردّت بالتوجه إلى القضاء متهمة العمال بعرقلة المشروع، ممثلو العمال ردّوا بالنفي، مؤكدين على شرعية مطالبهم وثقتهم الكبيرة في العدالة، خصوصا وأن الاحتجاج لا يلغي حرصهم على حسن سير المشروع خدمة لمصلحة الوطن قبل كل الشيء، مشيرين إلى أن الإضراب المفتوح الذي انطلق مع بداية الأسبوع، جاء بالأساس من أجل تحصيل حقوق العمال الجزائريين الذين يواجهون عديد التجاوزات المرفوضة من قبل الأجانب وتحديدا البرتغاليين، حيث تتقدم لائحة المطالب أهمية تحرير نسب العلاوات الجماعية والفردية التي لم يتم تحصيلها منذ أربع سنوات، بالإضافة إلى رفع منحة العمل الليلي من 20 إلى 30 من المائة والاستفادة من مبلغ جزافي سنوي، فضلا عن تغيير مدة عقد العمل وتغيير نسبة الخبرة المهنية من 0,5 إلى 1 من المائة، مراجعة منحة الإطعام التي لا تتجاوز 210 دنانير، وفتح تحقيقات حول ممارسات مشبوهة للمسيّرين، على غرار منع العمال الجزائريين من الاستفادة من الخبرات لتكوين جيل محلي من الإطارات، دون الحديث عن الامتيازات المشبوهة لعمال دون كفاءات مهنية عالية استفادوا من تدرج في المناصب بطريقة غير واضحة، كما أشار إليه ممثلو العمال في عريضة أعدها الفرع النقابي لعمال المشروع، الذي أكد استعداده لفتح حوار إيجابي مع مسؤولي الشركة لتعويض التأخير بالعمل ساعات إضافية مقابل الاستجابة للمطالب المرفوعة، للتذكير فقد صرح رئيس المجموعة البرازيلية”أندراد غوتيراز”المكلفة بتجسيد مشروع بناء الجسر العملاق بقسنطينة أنه تم تجاوز الجزء”الأكبر و الأصعب”لأشغال بناء هذا الجسر على الرغم من أن نسبة تقدم هذه الورشة هي في حدود 40 بالمائة، وأوضح كلوفيس مارتينيز لدى تقديمه عرضا تقنيا حول هذا المشروع الكبير في وقت سابق و ذلك بموقع الورشة بحضور سفير البرازيل بالجزائر هنريك سردينها و السلطات المحلية أن جميع العوائق التقنية ذات الصلة بالمشروع خاصة الجيولوجية منها “قد تم تجاوزها“، و أضاف نفس المسؤول أن هذا المشروع الكبير الذي هو في طور الورشة بوسط المدينة سيستلم “قبل نهاية مارس 2014” موضحا أنه تم وضع الأساسات و الركائز و “لم يبق سوى أشغال البناء الأخرى في غضون الأيام القليلة المقبلة“ وأشار رئيس مجموعة”أندراد غوتيراز”أن التصميم الهندسي لهذا الجسر العملاق “أخذ بعين الاعتبار الخصوصية التاريخية لقسنطينة المشهورة بأنها مدينة الجسور“، و قد صمم هذا المشروع لكي يضفي أكبر قدر من الشفافية و الخفة على هذا الجسر و ذلك حفاظا على البانوراما الخلابة لهذه المدينة التي تعود إلى آلاف السنين، و يرتكز هذا الجسر على عمودين كبيرين بعلو 130 مترا فيما يبلغ طوله 1119 مترا، و هو مدمج ضمن هيكل إجمالي بطول 4300 متر مع الطرق المؤدية إليه