شارك حوالي 45 معلما حرفيا في الطبعة ال12 للصالون الوطني للنحاس الموجهة لإعطاء نفس جديد لحرفة الأسلاف والتي ساهم بشكل كبير هؤلاء المعلمين في استعادة مجدها الضائع خاصة مع عزوف شباب اليوم على حرفة الأجداد .وتميز هذا الصالون الوطني الذي نظم على ممرات ساحة أول نوفمبر حيث خصص لحرفة الصناعات النحاسية بحضور جيل اليوم الذين انبهروا بالمنتجات النحاسية المعروضة من طرف جاؤوا من عديد ولايات الوطن على غرار بجاية و سكيكدة و عنابة و تلمسان و الجزائر العاصمة، كما أعجب الزوار بالتحف الفنية المنحوتة بدقة و المعروضة في خيام صغيرة، التي انتشرت بوسط المدينة وجعل الجمهور يكتشف حاملي مصابيح و صينيات و غلايات شاي و تحف أخرى مصنوعة من النحاس بدقة و براعة، وعلى صعيد آخر اشتهرت عاصمة الشرق الجزائري بالعديد من الصناعات والحرف التقليدية التي تعبر عن عرف وأصالة هذه المدينة كصناعة النحاس والنقش عليه، هذه الحرفة التي تتطلب إبداعا وإتقانا كبيرين من خلال النقاش الدقيق واستعمال تقنيات فريدة من نوعها على الأواني النحاسية، كانت بمثابة إرث عريق توارثه الأجيال بمدينة الجسور المعلقة أبا عن جد، إلا أن هذه الحرفة العريقة باتت اليوم ومع مرور الزمن شبه غائبة بسبب نقص الإقبال عليها، فالملاحظ أن أغلب المحلات المعروفة بصناعة النحاس كمحلات رحماني عاشور وحي الرصيف بوسط المدينة تحولت إلى محلات للأكل السريع أو الملابس أو غيرها من أنواع التجارة المربحة، وحسب الحرفيين فإن صناعة النحاس أصبحت من الحرف غير المربحة والتي يقل الطلب عليها، وبالرغم من أن قسنطينة عاصمة للنحاس ومعقل للإبداع فيه من طرف الكثير من الحرفيين الذين عمدوا إلى نقل الحرفة من الأجداد والأبناء من خلال الرسوم التي كانت تنقش على السينيات وأواني الزينة وغيرها من الأواني المنزلية التي كانت تحمل صور الجسور المعلقة، أو ما يرمز لعادات عاصمة الشرق، كالملاية وأبواب قسنطينة، وكذا منبع المياه لسيدي الجليس أو عين الباي، إلى جانب مناطق قسنطينة القديمة، وهي الأواني التي كانت ولازالت تستخدم كثيرا في البيت القسنطيني.