أعلنت النرويج عن قرار غلق سفارتها بالجزائر بعد أقل من عشرة أيام من قرار واشنطن غلق سفارتها، في سابقة لم تحدث من قبل لها علاقة بمخاوف من هجمات ارهابية تستهدف المصالح الغربية في الجزائر وبعض الدول العربية. وضعت الجزائر ضمن قائمة تتالف من 15 دولة معنية بغلق السفارات النرويجية بها، بعد ان وضعت الولاياتالمتحدة من جهتها قائمة من 19 دولة اغلبها بلدان عربية ومنها الجزائر معنية بغلق سفارتها، خشية التهديدات الارهابية، وقررت النرويج غلق تلك السفارات حتى نهاية الاسبوع الجاري. وطلبت مذكرة نرويجية داخلية من سفارتها بالجزائر إلى ضرورة مراجعة معايير السلامة والأمن الخاصة بالرعايا النرويجيين بالجزائر والعاملين داخل السفارة، لكنها لم تعلن عن موعد انتهاء انقضاء التعليمات الأمنية الجديدة، ما يعني احتمال استمرار قرار الغلق لأيام أخرى”.وان كانت النرويج لم تقدم الاسباب الوجيهة لغلق سفارتها بالجزائر الا ان الولاياتالمتحدةالامريكية التي سبقت النرويج لهذا القرار عللت موقفها بمخافة شن القاعدة هجمات ارهابية، وهو التدبير الذي قامت به بالنسبة لعدد من الدول العربية بعد تهديدات القاعدة باستهداف مصالحها أينما وجدت. وتضم القائمة الأمريكية المعنية بغلق السفارات على الخصوص السفارة الأمريكية في أبو ظبي، و في الجزائر،و في عمان، وفي بغداد، و في أربيل، العراق وفي مصرو في الرياض، والقنصلية الأمريكية في الظهران، بالمملكة العربية السعودية والقنصلية الأمريكية في جدة، والسفارة الأمريكية في جيبوتي، وبنجلاديش و في الدوحة، بقطر و في كابول، بأفغانستان و في الخرطوم، بالسودان و في مدينة الكويت، وعواصم اخرى.وافاد المتحدث باسم وزارة الخارجية النرويجية فريودي أندرسن أمس “انه جرى تشديد الإجراءات الأمنية في السفارة النرويجية في السعودية وغيرها من دول المنطقة”، وتأتي هذه الإجراءات الأمنية بعد تهديدات لتنظيم “القاعدة” باستهداف أهداف نرويجية وأمريكية ، وذكر فريودي أندرسن “أن الإدارة بالنرويج سوف تنظر في إعادة فتح ممثلياتها الدبلوماسية في وقت لاحق لم يتم تحديده بعد. وتنامى الخطر الارهابي في عقول قادة الدول الأوروبية الذين مازالوا ينظرون الى الجزائر بعين الريبة، وتتزامن تلك المخاوف مع عمليات ارهابية ترتكب هنا وهناك في عدد من الولايات على غرار ما شهده شهر رمضان بينما سجل اخر عملية امنية ان تم القضاء على ارهابي وأصيب آخرون في كمين نصبه الجيش في ولاية البويرة بمنطقة القبائل جنوب شرقي الجزائر العاصمة.وأكدت مصادر عسكرية مصادرة بندقية آلية في العملية، كما دمر الجيش معقلين لارهابيين في مرتفعات القادرية شمال الولاية حيث عثر على أسلحة. وتدل العمليات الارهابية التي بوشرت رمضان 2013، عن محاولة القاعدة، العودة من الصحراء الى الولايات الداخلية، التي رحلت عنها جزئيا، منذ سنوات قليلة، بعد تشديد المصالح الامنية قبضتها على الوضع، مما اجبر تنظيم القاعدة للجوء الى الساحل الصحراوي، غير ان الاستراتيجية التي تبناها التنظيم مكرها، ترجمت ميدانيا في زرع القنابل التقليدية الصنع دون مواجهة قوات الامن كما درجت على انتهاجه في السابق، الامر الذي تجلى في اعتداءات شهدتها بعض الولايات.