كشفت مصادر طبية «لآخر ساعة» أن العديد من المواطنين الجزائريين يضطرون إلى انتظار أدوارهم لأزيد من سنتين بمختلف مصالح جراحة الأسنان على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية المختصة على مستوى الوطن بسبب النقص الفادح في المواد الأساسية والتجهيزات المستعملة لقياس وتكوين وتركيب طقم الأسنان الصناعي` وقد عبر العديد من المرضى عن استيائهم الشديد من طول فترة الانتظار خاصة منهم أصحاب الدخل المحدود والمسنين ما يدفع البعض للجوء إلى العيادات الخاصة. وحسب ذات المصادر فان ظاهرة نقص المعدات والأشعة وكذلك الأدوية بالمستشفيات الجزائرية قد تفاقمت في الفترات الأخيرة ومست مختلف التخصصات الطبية ومنها مصالح جراحة الأسنان، حيث أن الكثير منها لا يتوفر على اللوازم الضرورية كالعجين المستخدم في قياس طقم الأسنان الصناعي إضافة إلى تكوينه وتركيبه و حتى ترميم الأسنان العادية ناهيك عن الأشعة والمخدر زيادة على ذلك عدم توفر حتى المعدات والأجهزة كالكراسي الخاصة بالمرضى وغيرها. وعلى الرغم من تخصيص الجزائر لميزانية ضخمة سبيل الحصول على مثل هذه المعدات إلا أن هذا النقص الفادح أصبح اليوم يؤرق المواطن البسيط في ظل غياب حلول جذرية وعدم تحديد مسؤولية جميع الأطراف بالقطاع. وأمام هذا الوضع يتجه المرضى الى العيادات الخاصة للمعالجة بمبالغ باهظة تتراوح بين 15000 و50 ألف دينار على حسابهم الخاص دون أي تعويض بينما من المفترض أن يتم تركيب الطاقم الصناعي بالمصلحة الخاصة بجراحة الأسنان في الهياكل الصحية العمومية بمبلغ رمزي قدره 2000 دج. «الزوالية ينتظرون دورهم أكثر من سنتين والأولوية لأصحاب «المعريفة» وفي ذات السياق أضافت مصادرنا أن العديد من الشيوخ وأصحاب الدخل الضعيف مسجلين في قائمة الانتظار لإجراء الفحوصات الروتينية وكذلك تركيب أو ترميم الأسنان منذ مدة تصل إلى أزيد من السنتين كما أن الكثير من المرضى من توفي منهم ولم يصل دورهم بسبب طول المدة فيما فقد الكثير منهم الأمل في العلاج على مستوى المصحات العمومية ليلجأ إلى العيادات الخاصة التي نهبت جيوبهم ، وهو الوضع الذي أصبح لا يطاق لا سيما وأن «المعريفة «غزت جميع المجالات بما فيها القطاع الصحي حيث يجلب بعض الأطباء والجراحين وكذلك الممرضين في المستشفيات العمومية المواد الأساسية لقياس وتكوين الطاقم الصناعي للأسنان وتخزينه لمعالجة الأهل والأصدقاء. انعدام الرقابة ساهم في التهاب الأسعار و محدودو الدخل يدفعون الثمن إن انعدام الرقابة بالعيادات والمصحات الاستشفائية العمومية ساهم بشكل كبير في تضارب أسعار ترميم الاسنان العادية اضافة الى تركيب الفم الصناعي على اعتبار أن المرضى سئموا الانتظار بالمصحات العمومية ولجؤوا بذلك الى العيادات الخاصة وهو ما أدى الى ارتفاع الاسعار التي أصبحت خيالية في بعض المناطق حيث تتراوح حسب كل طبيب أين تصل الى أزيد من 50 مليون سنتيم على اعتبار ان نوعية العجين والمواد المستخدمة في تكوين وتركيب الاسنان بما فيهم طقم الفم من النوعية الرفيعة ويرجع السبب الرئيسي لهذا الوضع الى عدم وجود رقابة تحد من هذه الظاهرة والمشجعين لها وكذلك تحفظ «الزوالي «من تلاعبات القائمين على المستشفيات العمومية .