تحاشى المترشح الأسبق للرئاسيات ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس، الخوض في مسالة الانتخابات الرئاسية، قائلا انه سيكشف عن موقفه بخصوص الرئاسيات قريبا، و تحجج لعدم الخوض في المسالة بطبيعة المناسبة التي خصصت للاحتفاء بذكرى اول وزير عدل في الجزائر المستقلة عمار بن تومي بفندق الهيلتون. وعلق بن فليس لما سئل عن الانتخابات الرئاسية وإن كان سيترشح بالقول “ لا أريد أن أتحدث في موضوع غير الموضوع المتعلق ببن تومي لأن حديث جانبي سيكون انتقاصا من قيمة الرجل”،وتابع “ أنا رجل سياسي وبطبيعة الحال ستكون لي مداخلات في المستقبل، وسيكون ذلك في وقت غير بعيد “.كما اكد “لكل حدث حديث واظهر انه في خدمة بلده ان طلب منه ذلك.وخاض بن فليس في ذكر مناقب المحامي بن تومي الذي توفي قبل ستة أشهر عن 89 عاما و أطلق بالمناسبة مواقف تنتقد واقع العدالة الجزائرية، واوضح أن إعلاء صوت الحق سيحيا “عبر نضال الشعب الجزائري من اجل أن تكون له عدالة مثالية ومستقلة تدافع عن الحق فقط، و لكي نقضي على الشعور بالظلم والضيم الذي يعم مشاعر الكثير من موطنينا للأسف”، واضاف “أنهم كلهم أمل وعلى أحر من جمر للقاء هذه العدالة و الدفاع عنها ، وهو تواقون لعودة هذا الأمل”. وخطب بن فليس في الحضور بلغة المحامين مشيرا إلى استعداده للمساهمة في خدمة الوطن في هذه المرحلة، مؤكدا “أجد نفسي اليوم أكثر من أي وقت مضى أن مثل سيرتك ( بن تومي) واني ليختلج في نفسي هذه المرحلة الخاصة من حياة الأمة ثقل المسؤولية التي تلقيها ذكراك علي”. وقد نظمت منظمة محامي الجزائر العاصمة بالتعاون مع الرابطة الدولية للقانونيين الديمقراطيين اليوم السبت بالجزائر ندوة خاصة بذكرى النقيب الراحل عمار بن تومي أول وزير للعدل في تاريخ الجزائر المستقلة تم التطرق فيها إلى المسار المهني و النضالي لهذا الرجل الذي دافع عن حقوق الانسان والحريات “الى آخر نفس”. و شارك في هذه الندوة ممثلون عن الرابطة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين واتحاد المحامين العرب و نخبة من من المحامين و رجال القانون ذكروا بمناقب و خصال بن تومي “المدافع عن حقوق الإنسان و الحريات و القضايا العادلة إلى آخر نفس” وهي العبارات التي تكررت في العديد من المداخلات. و اعتبر نقيب محاميي الجزائر العاصمة عبد المجيد سليني أن حياة عمار بن تومي الذي وافته المنية في نهاية شهر مارس الفارط عن عمر ناهز 90 سنة كرست في البداية إلى النضال الوطني و الكفاح الثائر ضد الإستعمار الفرنسي فالكفاح من أجل بناء العدالة الجزائرية عند تعيينه وزيرا للعدل في 27 سبتمبر 1962 و بعدها للدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات على مختلف الأصعدة. و بعد أن تحدث عن المسار المهني للفقيد بعد الاستقلال حيث شارك في عدة مؤتمرات ولقاءات عبر العالم تناولت قضايا حقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها و تقلد عدة مناصب منها نقيب الجزائر العاصمة (1967-1975), تطرق السيد سليني إلى نشاط الراحل في الجمعية الدولية للحقوقيين الديمقراطيين و في إتحاد محامي العرب مشيرا على وجه الخصوص الى “الحماس المستمر” الذي كان يميز ين تومي من أجل الدفاع عن القضايا العادلة و من أهمها القضية الفلسطينية. من جهته وصف الأمين العام لإتحاد المحامين العرب عمر زين, الفقيد بن تومي ب«سيف من سيوف العدالة المسلول” مشيرا أن “هذا المناضل العملاق حمل الجزائر في قلبه وفي عقله و جوارحه”. و أضاف انه “حين آلت إليه مقاليد نقابة المحامين و ما سبق ذلك أو تلاه من مناصب, لم يزده إلا تواضعا و إصرارا على مساندة حركات التحرير في العالم”.