نظمت منظمة محامي الجزائر العاصمة بالتعاون مع الرابطة الدولية للقانونيين الديمقراطيين ندوة خاصة بذكرى النقيب الراحل عمار بن تومي، أول وزير للعدل في تاريخ الجزائر المستقلة، تم التطرق فيها إلى المسار المهني والنضالي لهذا الرجل الذي دافع عن حقوق الإنسان والحريات "إلى آخر نفس". وشارك في هذه الندوة، المنظمة أمس، ممثلون عن الرابطة الدولية للحقوقيين الديمقراطيين واتحاد المحامين العرب ونخبة من المحامين ورجال القانون، ذكروا بمناقب وخصال بن تومي "المدافع عن حقوق الإنسان والحريات والقضايا العادلة إلى آخر نفس" وهي العبارات التي تكررت في العديد من المداخلات. واعتبر نقيب محاميي الجزائر العاصمة عبد المجيد سليني، أن حياة عمار بن تومي الذي وافته المنية في نهاية شهر مارس الفارط عن عمر ناهز 90 سنة كرست في البداية إلى النضال الوطني والكفاح الثائر ضد الإستعمار الفرنسي فالكفاح من أجل بناء العدالة الجزائرية عند تعيينه وزيرا للعدل في 27 سبتمبر 1962 و بعدها للدفاع عن حقوق الإنسان و الحريات على مختلف الأصعدة. وبعد أن تحدث عن المسار المهني للفقيد بعد الاستقلال حيث شارك في عدة مؤتمرات ولقاءات عبر العالم تناولت قضايا حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها وتقلد عدة مناصب منها نقيب الجزائر العاصمة (1967-1975)، تطرق سليني إلى نشاط الراحل في الجمعية الدولية للحقوقيين الديمقراطيين وفي إتحاد محامي العرب، مشيرا على وجه الخصوص إلى "الحماس المستمر" الذي كان يميز بن تومي من أجل الدفاع عن القضايا العادلة ومن أهمها القضية الفلسطينية. من جهته وصف الأمين العام لإتحاد المحامين العرب عمر زين, الفقيد بن تومي ب"سيف من سيوف العدالة المسلول"، واشار أن "هذا المناضل العملاق حمل الجزائر في قلبه وفي عقله و جوارحه"، و أضاف انه "حين آلت إليه مقاليد نقابة المحامين وما سبق ذلك أو تلاه من مناصب، لم يزده إلا تواضعا وإصرارا على مساندة حركات التحرير في العالم". بدوره أعرب وزير العدل السابق علي بن فليس عن "افتخاره" ب،"التراث القضائي" الذي تركه عمار بن تومي الذي خدم -كما قال-الجزائر والعدالة، منوها بمساره المهني ونشاطه السياسي "الحافل بالتحديات والإنجازات".