نظم المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، صباح أمس، احتجاجا أمام ملحقة لوزارة التربية بالعاصمة، يحدث ذلك في الوقت الذي تتباين فيه أراء الوزارة والنقابة والتلاميذ حول هذا الإضراب. قامت “اخر ساعة”، أمس، بجولة عبر بعض ثانويات ولاية عنابة للوقوف على الواقع الدراسي لهذه الأخيرة في ظل الإضراب الذي دعت إليه النقابة المذكورة، والذي تقول وزارة التربية بأن نسبته لم تتعد ال 10 بالمائة في الثانويات في حين تقول النقابة بأنه فاق ال 80 بالمائة، وأمام هذا وذاك تغيب الحقيقة في سراب الإضراب ويبقى المتضرر الوحيد من كل ذلك هو التلميذ. فضلت الغالبية العظمى من المدرسين بالثانوية التقنية المتواجدة وسط مدينة عنابة الإحجام عن الإضراب، حيث لم تتعد نسبته بهذه المؤسسة ال 20 بالمائة حسب الاستطلاع الذي قمنا به، وأوضح لنا أحد الأساتذة بأن قدامى الأساتذة هم فقط من أضربوا في حين عزف عن ذلك الأساتذة الجدد والمستخلفون، ولم يختلف الوضع كثيرا في ثانوية عمارة العسكري التي لم تتعد نسبة الاستجابة بها ال 10 بالمائة، فيما لم يكن الوضع كذلك بثانوية العربي بن مهيدي التي فاقت نسبة الاستجابة للإضراب بها ال 90 بالمائة، وحسب ما كشف لنا مصدر من هذه المؤسسة فإن هذه النسبة المرتفعة من الإضراب ساهم فيها إحجام التلاميذ عن التوجه إلى الدراسة لضنهم أن جميع الأساتذة مضربين غير أن واقع الحال يقول غير ذلك، وهو ما حدث أيضا بثانويات بلدية البوني التي لم يعد معروف فيها من أضرب ومن لم يضرب من الأساتذة لوجود قلة قليلة من التلاميذ الذي توجهوا للدراسة. وخلال الجولة التي قادتنا إلى جميع هذه الثانويات عبّر لنا جل التلاميذ الذين تحدثنا معهم عن تعجبهم من تصرفات الأساتذة، حيث لم يعودوا يعرفون السبب وراء كل هذه الإضرابات، خصوصا وأن هذا الإضراب جاء في مطلع السنة الدراسية، وقال لنا أحد التلاميذ: “إذا كان الجميع يتحدث عن المستوى الدارسي لهذا الجيل فأصابع الاتهام بخصوص يجب أن توجه إلى الأساتذة”، وقال اخر: “هذا الإضراب ستكون نتيجته احتجاج تلاميذ البكالوريا لتحديد عتبة الدروس”. سؤال واحد يدور في ذهن الجميع، ما الهدف من الإضراب؟ وجدنا خلال الجولة التي قمنا بها سؤالا واحدا يدور في ذهن إطارات قطاع التربية، التلاميذ وأوليائهم، هو ما الهدف من هذا الإضراب؟ إذ يرى جميعهم أن العمل النقابي عاد بالسلب على قطاع التربية، فمنذ أن بدأت نقابات التربية تكثيف حركاتها الاحتجاجية والمستوى التعليمي للتلاميذ في انحدار، ورغم استجابة الوزارة الوصية لنسبة معتبرة من مطالب نقابات التربية إلا أن ذلك لم يثنهم عن الاستمرار في الاحتجاج والإضراب. وبخصوص ذلك يقول أحد أولياء التلاميذ: “يبدو أن كل أستاذ يريد أن يملك فيلا فيها مسبح وسيارة تفوق قيمتها 800 مليون حتى يتوقفوا عن الإضرابات”، ولم يعرف المتتبع لإضرابات الأساتذة خلال السنوات الماضية ما إذا كانت هذه الأخيرة مناورات نقابية أم مطالب عمالية حقيقية. يشار إلى أنه من بين أهم المطالب التي دفعت “الكناباست” إلى الدعوة إلى الإضراب هي، التسوية العاجلة لوضعية الأساتذة الموصوفين بالآيلين للزوال و ذلك بإدماجهم في الرتب القارة، تمكين أساتذة التعليم على المستوى الوطني من عدد معتبر من الحصص السكنية بمختلف الصيغ، ادماج الأساتذة المفصولين الناجحين في مسابقة التوظيف بعنوان 2012 المستفيدين من تكوين لمدة سنة وتطبيق التقاعد بعد 25 سنة خدمة فعلية من التدريس. وليد هري