تواصل نقابات التربية الضغط على الوزارة الوصية وعلى الحكومة لتلبية مطالب 600 ألف أستاذ عبر مختلف ولايات الوطن، بما فيها انشغالات هؤلاء العمال بالجنوب، وبينما أعلنت ”الكناباست” الالتحاق بموجة الإضرابات بداية من اليوم بكامل ثانويات الوطن، وقررت ”السناباست” و”الانباف” مع مختلف نقابات المؤسسات العمومية شل 23 ولاية بالجنوب والهضاب، في انتظار التحاق نقابة عمال التربية يوم غد ونقابة ”الكلا” بعد يوم غد. بدأت رقعة الاحتجاجات تتوسع أكثر في قطاع التربية وفي قطاعات أخرى، بعد التحاق عدة تنظيمات نقابية بموجة الإضرابات التي ستؤجل دروس 8 ملايين تلميذ ومصالح المواطنين في عدة مؤسسات رسمية، والتي حملت مسؤولية عواقبها للحكومة ووزراء القطاعات المعنية. وألقت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التّعليم الثّانوي والتّقني على سلال ”المسؤولية التاريخية الكاملة لعواقب الحركة الاحتجاجية”، مؤكدة وعلى لسان منسقها الوطني مزيان مريان، أن ”إضراب الثلاثة أيام متواصل في أسبوعه الثاني بمعية نقابات الوظيفة العمومية وذلك في ظل غياب أي رد رسمي لمطالب موظفي ولايات الجنوب والهضاب العليا والولايات الأخرى المعنية بتحيين كل من منحة التعويض النوعي عن المنصب وفق الأجر الأساسي ومنحة المنطقة على أساس الأجر القاعدي الجديدين، وكذا أثرهما الرجعي ابتداء من 1 جانفي2008”. واستغرب مزيان ”دخول البرلمان بغرفتيه وخاصة النواب الممثلين للولايات المعنية، إلا من رحم ربي، في عطلة مدفوعة الأجر بصمتهم ورفضهم الدفاع عن القانون”، منتقدا ”صمت أولياء التلاميذ أيضا”، مؤكدا أنهم ”ماضون في الإضراب شبه المفتوح لمدة ثلاثة أيام للأسبوع الثاني على التوالي وللأسبوع الثالث الذي بدأت تشير بوادر الجمعيات العامة إلى أنه يجب أن يكون مفتوحا وذلك بالتنسيق مع نقابات الوظيفة العمومية”. وانتقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”الانباف” من جهته ”صمت الحكومة دون إصدار أي نص تنفيذي حول منح الجنوب، رغم الإضراب القوي لولايات الجنوب الذي فاقت نسبة الاستجابة فيه في اليوم الثالث 72 %، وهو مؤشر على إصرار موظفي قطاع الوظيفة العمومية وعلى رأسه قطاع التربية لتحقيق المطالب المسلوبة”. من جانبه، قرّر المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع”الكناباسات” الالتحاق بالنقابات الأخرى والدخول في إضراب وطني ليومين بداية من اليوم، داعيا لعقد جمعيات عامة لبحث إمكانية القيام بحركات احتجاجية أثناء الامتحانات الرسمية، وذلك في اجتماع للمجلس الوطني بحضور ممثلي 40 ولاية، والذي ”تمسك أكثر من أي وقت مضى بافتكاك مطالبه المرفوعة والمتمثلة في ملف منح الجنوب والمنطقة والامتياز”، وكذا ملف السكن الذي يطالب بالتعجيل بتوزيع السكنات المخصصة لمعالجة التأطير البداغوجي في الجنوب على مستحقيها، مع تمكين أساتذة التعليم في الجنوب من الحصول على سكن اجتماعي دون شرط حد الأجور والتسوية العاجلة لوضعية الأساتذة الموصوفين بالآيلين للزوال (أساتذة التعليم التقني، معلمي الابتدائي وأساتذة التعليم الأساسي)، إضافة إلى مطالب أخرى. وفي السياق ذاته، أعلنت التنسيقية الوطنية للمساعدين التربويين الدخول بقوة في الإضراب الوطني الذي دعت إليه النقابة الوطنية لعمال التربية بداية من الغد، والاعتصام أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية، وفق اجتماع طارئ عقدته، السبت، بسطيف، لتدارس المحضر المسلم من طرف الوزارة للنقابة الوطنية لعمال التربية، حيث تطرقت إلى ”الغموض الذي اكتنفه لعدم تعرضه إلى إدراج التأهيل كصيغة للترقية وعدم ذكره لتاريخ إجراء الامتحان المهني وهم مقبلون على نهاية السنة الدراسية ولا لتثمينه للخبرة المهنية والشهادات العلمية”، مطالبة بالإسراع في توضيح الكيفيات والآليات والمناصب المالية المخصصة للترقية في الرتبة 10 وإدماج كل المساعدين ومنهم المصنفون في الرتبة 7 وعدم التفرقة بينهم، وداعية جميع المساعدين للوقوف بقوة يوم 16 أفريل 2013، لتحقيق هذه المطالب.