يبدوا أن وضع جسر باب القنطرة بولاية قسنطينة يتحول من سيء إلى أسوء بشكل كبير، حيث أنه بات يعرف حالة غير مسبوقة من التراجع، فمع موجة تساقط كميات الأمطار التي عرفتها عاصمة الشرق مؤخرا تحول الأخير إلى شبه مسبح عمومي خاصة و أن حالة رصيفه جد مزرية وهو ما جعل المواطن يجد صعوبة كبيرة في السير به، خاصة في ظل ما طاله من تردي و تراجع مخيف. من جهة أخرى يتساءل سكان عاصمة الشرق سيما منهم القادمون من مختلف البلديات، على غرار كل من بلدية ديدوش مراد زيغود يوسف حامة بوزيان بلدية الخروب وغيرها من المناطق الذين يتوقفون بالمحطة المعروفة ب “لاقار” باب القنطرة باتجاه وسط مدينة قسنطينة عن سبب تماطل السلطات المسؤولة عن وضع حد للتجار الفوضويين اللذين اتخذوا من جسر باب القنطرة مكانا لممارسة تجارتهم، عن طريق عرض مختلف سلعهم المتمثلة في الأواني المنزلية الملابس و الحلويات وغيرها، حيث استغلوا طول الجسر لعرض هذه المنتجات بشكل فوضوي و غير لائق و هو الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في حالة غير مسبوقة من الفوضى في ظل التوافد البشري الهائل لسكان المناطق المذكورة أنفا و بشكل يومي على وسط المدينة حيث يعتبر الجسر ممرا هاما لهؤلاء المواطنين الراجلين و حتى أصحاب السيارات. وضعيته المزرية التي باتت تدق ناقوس الخطر على حياة المتنقلين عبره وذلك من خلال مظاهر بشعة لا تنبئ إلا بحدوث ما لا يحمد عقباه، خاصة و بعد أن امتلأ هذا الجسر بالتجار على رصيفه إذ لم يتركوا للراجلين إلا مساحة جد ضيقة ما جعل العابرين به يضطرون للمشي في الطريق مكان عبور السيارات وهو الأمر الذي أضحى يتسبب في حوادث كثيرة يقف عليها المواطن بشكل يومي، ليستنكر ما آل إليه الجسر الذي تحول إلى مكان لعرض السلع و المنتوجات بشكل عشوائي و غير حضاري، وهنا لا يسعنا إلا أن نطرح علامة استفهام كبيرة حول جسور قسنطينة التي تعتبر صروحا و معالم حضارية هامة و التي يبقى الكثير منها حبيس للإهمال و التسيب و رهين للمظاهر البشعة التي تعطي صورة سلبية عن مدينة تاريخية بحجم قسنطينة، فإلى جانب كون هذه الأخيرة تؤثر سلبا على جمالها و روعتها فإنها أضحت اليوم و بوضعيتها الحالية تهدد حياة المتنقلين عبرها بالموت المؤكد.