تدخل بطولة إفريقيا لكرة اليد في دورتها الواحدة والعشرين، التي تستضيفها الجزائر إلى غاية يوم غد السبت، منعرجها الحاسم وقبل الأخير من خلال إجراء الدورين نصف النهائي لدى الرجال والسيدات، بقاعة حرشة حسان، التي ستقترح أيضا مواجهتين في القمة تجمعان تونس، حامل لقب الدورة السابقة بالمغرب ومصر عند الرجال، وأنغولا حاملة اللقب وصاحبة الرقم القياسي في عدد التتويجات باللقب وتونس عند السيدات. وسيكون المنتخبان التونسي للرجال والأنغولي للسيدات، كعادتهما، المرشحين الأولين للتتويج باللقب القاري. وسينطلق المنتخبان المذكوران من موقع قوة، كونهما يتمتعان بتجربة كبيرة، قد تسمح لهما الاحتفاظ باللقب القاري الذي توجا به في طبعة 2012 بالمغرب، من أجل إضفاء سيطرتهما المطلقة على كرة اليد الإفريقية. ويبدو أن الهدف الأساسي لممثلي الجزائر في طريقه للتجسيد، في انتظار الأهم الذي ينتظره كل عشاق الكرة الصغيرة في الجزائر، والمتمثل في التتويج باللقب القاري، خاصة لدى الرجال، حيث تملك الجزائر فرصة من ذهب من أجل لعب النهائي الثاني لها على التوالي في كأس إفريقيا للأمم، بعد ذاك الذي خسرته في دورة الرباط 2012 أمام الجارة تونس. ويحتمل أن يواجه السباعي الوطني، المنافس نفسه في حال نجاح "نسور قرطاج" في تجاوز عقبة "الفراعنة" في لقاء نصف النهائي الآخر، الذي سيسبق لقاء الجزائر - أنغولا. ويبدو أن فوز تونس سيكون منطقيا، بالنظر إلى تغلبها على مصر (26 - 20) في الجولة الخامسة والأخيرة لحساب المجموعة (أ)، رغم أن المواجهة لعبت من دون أيّ رهان، باعتبار أن المنتخبين ضمنا مسبقا تأهلهما إلى ربع النهائي. من جهتهن، تملك سيدات الجزائر حظوظا في لعب المقابلة النهائية لدورة الجزائر، للمرة الثانية في تاريخهن، بعد خسارتهن لنهائي 1996 بكوتونو أمام كوت ديفوار؛ آخر منتخب فاز بالتاج القاري قبل تتويج أنغولا بتسعة ألقاب متتالية. وستلعب الأنغوليات نهائيا قبل الأوان بمواجهتهن للتونسيات اللائي فزن عليهن في مرحلة المجموعات (25 - 19)، في إعادة لنهائيي دورتي 2010 و2012 لكأس إفريقيا للأمم، اللذين عاد لقباهما إلى الأنغوليات. وستحاول سيدات تونس، بقيادة المتألقة منى شباح، كسر الهيمنة الأنغولية المتواصلة منذ عقدين وبالضبط منذ سنة 1996. ومعروف عن لاعبات هذا المنتخب مستواهن الفني العالي، خاصة اللاعبات اللواتي ينشطن في بطولة فرنسا. إذا علمنا أن المنتخب التونسي للسيدات، الذي هو نائب بطل إفريقيا، وخاض تحضيرات مكثفة، حريص كل الحرص على النيل من المنتخب الأنغولي وانتزاع اللقب القاري منه، حيث غالبا ما قطع الفريق الأنغولي الطريق أمام التونسيات في التتويج باللقب القاري، مثلما حدث في الدورتين الأخيرتين اللتين احتضنتهما مصر والمغرب على التوالي.