سيدخل منتخبا السنيغال و أنغولا منافسات الدورة 23 لبطولة إفريقيا للأمم لكرة السلة للسيدات التي ستنطلق يوم الثلاثاء المقبل في مابوتو (الموزمبيق) بمشاركة 12 منتخبا, في ثوب المرشحين الأساسيين للتتويج باللقب القاري. و رغم المشاكل التي واجهها في تحضيراته والتي كادت ان تعصف بمشاركته في هذه البطولة الافريقية, يبقى منتخب السنيغال, المتوج في الفترة ما بين 1974 و2009 بعشرة ألقاب إفريقية, المرشح الأبرز لافتكاك التاج الإفريقي و محو الخسارة التي تلقاها في الدورة 22 "للافروباسكات" للسيدات التي أقيمت سنة 2011 في باماكو (مالي), أمام انغولا التي ظفرت في تلك المناسبة بأول لقب قاري. ويملك منتخب السنيغال حظوظا كبيرة لإنهاء المنافسة في صدارة المجموعة الأولى التي تبدو إلى حد بعيد, في متناوله حيث سيلعب إلى جانب منتخب البلد المضيف, الموزمبيق, وكوت ديفوار, ومصر التي تشارك ببطاقة دعوة, وزيمبابوي و الجزائر. بالمقابل, يرى مدرب السنيغال, موسى توري أن مجموعة منتخبه "عالية المستوى وينبغي على التشكيلة ان تحارب من أجل الذهاب بعيدا في المنافسة". وفي الطبعة 23 للمنافسة الإفريقية هاته, سيكون استرجاع التاج القاري الضائع, الهدف الأساسي لمنتخب السنيغال, الأكثر تتويجا في هذه المنافسة (10 ميداليات ذهبية, 5 فضية و 2 برونزية) والذي يقوده موسى توري الذي سبق له و أن أشرف على حظوظ منتخب تونس في دورة 2011 في باماكو. وحسب الصحافة السنيغالية, فان الفريق النسوي الاكثر تتويجا في افريقيا, حضر "بصعوبة" رحلة استرجاع تاجه القاري "وواجه الكثير من المشاكل خاصة المالية منها". وبالنسبة لرئيس الاتحادية السنيغالية لكرة السلة, بابا تانديان, فإن منتخب السنيغال "لن يكون في مأمورية سهلة في البطولة الإفريقية". ولم تعد لاعبات منتخب السنيغال لأجواء التدريبات لتحضير موعد مابوتو بعد يومين من الاضراب, إلا بعد تدخل رئيس الدولة السنيغالية لحل مشاكل الفريق. وفي هذا الشأن صرح باب تاندام "بعد تدخل رئيس الدولة الذي وعد بوضع طائرة رئاسية تحت تصرف الفريق كما فعلها مع منتخب الرجال وبعدما تحدثنا مع اللاعبات تم لوصل الى ايجاد حلول لتلك المشاكل". انغولا من اجل الاحتفاظ بالتاج لقاري... أما أنغولا, حاملة اللقب الإفريقي, والتي أصبحت منذ إنجازها التاريخي الذي حققته في نهائي 2011 أمام العملاق السنيغالي, إحدى المنتخبات القوية في القارة السمراء في هذا الاختصاص, فستحضر في موعد مابوتو بهدف الدفاع عن لقبها و الاحتفاظ بتاجها القاري. فبعد الميداليتين البرونزيتين اللتين أحرزتهما في دورتي داكار (السنيغال 2007) و (أنتناناريفو بمدغشقر 2009), نجحت أخيرا في دورة باماكو (مالي) 2011, في الصعود على أعلى منصة التتويج, بإطاحتها بعملاق القارة منتخب السنيغال. وقد كان نهائي دورة باماكو آنذاك, إعادة مكررة لنهائي الألعاب الإفريقية التي جرت بمابوتو و الذي جمع منتخبي السنيغال و انغولا عند السيدات في كرة السلة. ولقد كانت تلك المناسبة فرصة سانحة لرفيقات نارسي سيلا موريسيو لكتابة أسمائهن من ذهب في سجل المنتخبات المتوجة بلقب البطولة الإفريقية, بفوزهن على السنيغال (62-54). و سمح هذا الفوز لانغولا بالمشاركة أيضا في الألعاب الاولمبية بلندن. و من أجل اعادة انجاز 2011, في مابوتو و افتكاك تأشيرة التاهل الى مونديال تركيا ايضا, وضع مدرب المنتخب أنيبال موريرا الثقة في عشرة لاعبات ينشطن في البطولة المحلية و لاعبتين تنشطان في فرنسا (كلاريس مباكا و ويتني ميغيل). وتحسبا للموعد القاري, اجرى المنتخب الانغولي اخر تربص تحضيري له في اسبانيا حيث خسر المقابلتين الوديتين اللتين لعبهما, منها تلك التي جمعته بفريق ريفاس ايكوبوليس (نائب بطل اوروبا). وستلعب أنغولا التي تملك في رصيدها ذهبية واحدة و 5 برونزيات حدصدتها في 13 مشاركة لها في منافسات الأفروباسكات للسيدات, ضمن المجموعة الثانية, إلى جانب مالي, الكاميرون, كينيا, الرأس الأخضر و نيجيريا. وتعتبر نيجيريا التي حصدت في تسع مشاركات لها في هذا الموعد القاري ثلاث ميداليات ذهبية وبرونزيتين, واحدة من المنتخبات القوية أيضا في عالم كرة السلة النسوية الإفريقية, رغم ابتعادها عن منصة التتويج القاري منذ آخر لقب افريقي احرزته عام 2005. وتوجت نيجيريا بأول لقب إفريقي خلال الدورة 18 التي جرت من 18 الى 28 سبتمبر 2003 في مابوتو و نامبولا (موزمبيق). و ما يزال منتخب نيجيريا للسيدات, الذي يستفيد مثله مثل منتخب الرجال, من خدمات اللاعبات المزدوجات الجنسية, في رحلة البحث تحت لواء المدرب سكوت ناجيي, عن منصة التتويج بعد عشرة سنوات من الغياب. فالبحث عن الميدالية, ستكون المهمة الأساسية الموكلة لرفيقات سارة اوغوك ورشيدة صديق, اللائي يأملن أيضا في افتكاك تأشيرة التأهل إلى مونديال السيدات 2014. من جهتها, أصبحت مالي التي تملك في جعبتها 14 مشاركة إفريقية, حققت فيها ميدالية ذهبية واحدة و أخرى فضية و برونزيتين, واحدة من المنتخبات القوية في كرة السلة الإفريقية, بفضل النتائج الجيدة التي حققتها بالخصوص على مستوى المنتخبات الشابة. فبعد إخفاق 2011 في باماكو, قام منتخب المالي الذي يقوده المدرب هرفي كودراي, باتباع سياسة تشبيب صفوفه في الدورة ما قبل الاولمبية 2012, بهدف تشكيل فريق قادر على المنافسة على المستوى القاري و استرجاع اللقب الافريقي الذي أضاعه في دورة مدغشقر عام 2009. وسيعتمد منتخب مالي من دون شك في موعد مابوتو, على موهبة كل من جيني دياوار, ديانا غانديغا, جنيبو سيسوكو و حتى استان دابو. أما الموزمبيق الذي ينظم البطولة الإفريقية للسيدات لكرة السلة للمرة الثالثة في تاريخه, فقد دأب على اعتلاء منصة التتويج في كل مرة يحتضن فيها هذه المنافسة. وبالفعل, ففي عام 1986, فاز منتخب الموزمبيق الذي قادته صانعة الالعاب أوريليا ماناف و كلوديا سامبين و افرا نداف, بأول ميدالية قارية وهو الانجاز الذي عاود تحقيقه في عام 2003 واتبعه بميدالية برونزية اخرى في عام 2007 بداكار (السنيغال). وقد اكتسب المنتخب الذي يقوده المدرب نزير صالي, ويملك في رصيده 13 مشاركة أحرز فيها فضيتين و ثلاث برونزيات, الخبرة اللازمة من خلال مشاركاته العديدة في المنافسات القارية والدولية. وتعتلي رفيقات كل من ديوليندا نغوليلا, دونغ ليا و انابيلا كوسا رغبة قوية وجامحة لاهداء بلادهن أول كأس إفريقية للأمم ورفعها على ارضهن و أمام جمهورهن. وفي سبع مشاركات في البطولة الإفريقية, تمكن منتخب الكاميرون من احراز برونزيتين سنتي 1983 و 1984. منذ ذلك الحين يبقى احسن ترتيب احرزه منتخب الكاميرون هو المركز السادس الذي اعتلاه في دورة 2007 و حافظ عليه في دورة 2011. ويأمل الجيل الجديد من اللاعبات, الذي تقوده أمينة نجونكو وسولونج ايبونجي بمساعدة مواهب شابة مثل ارمين نغيكو, في تحسين نتائج الكاميرون تحت قيادة المدرب ألان كلود زيدونغ. وفي السجل العام للبطولة الإفريقية للأمم لكرة السلة للسيدات, تحتل السنيغال المرتبة الأولى من حيث عدد التتويجات باللقب القاري (10 القاب إفريقية), متقدمة بكثير جمهورية الكونغو الديمقراطية سابقا (كونغو كينشاسا حاليا), و نيجيريا (3 القاب لكل منها).