رفعت عصابات تهريب الرمال بجيجل درجة تحديها للمصالح الأمنية وذلك من خلال لجوئها إلى أساليب وتكتيكات جديدة من أجل توسيع دائرة نفوذها وعرقلة عمل مصالح الأمن التي تلاحق هذه العصابات ليل نهار من أجل الحد من الأضرار التي ألحقتها هذه العصابات بشواطئ ووديان الولاية. ولم تمض سوى فترة وجيزة على الهجوم التي قام به عدد من مهربي الرمال على مركز للدرك بمدينة الطاهير ومحاولتهم حرقه بما فيه بعد احتجاز زميل لهم حتى خرجت هذه العصابات على متتبعي ملف تهريب الرمال بالولاية (18) بعملية أخرى وصفنت بغير المسبوقة حيث أقدم عدد من ممتهني تهريب الرمال وكذا عدد من الأشخاص الذين يعملون لصالحهم نهاية الأسبوع على غلق الطريق الوطني رقم (43) في شطره المار بمنطقة تاسوست (بلدية الأمير عبد القادر) وذلك في ساعة متأخرة من الليل ، وهي العملية التي نفذت بغرض منع دورية للدرك الوطني من التقدم نحو شاطئ البلدية المذكورة الذي أضحى هدفا مباشرا لهذه العصابات كل ليلة ، وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «آخر ساعة» فان مجموعة مكونة من أكثر من عشرين شخصا تدفقت في ساعة متأخرة من الليل على الشطر المحاذي لشاطئ تاسوست من الطريق الوطني رقم (43) قبل أن تشرع في غلق هذا الأخير باستعمال المتاريس والعجلات المطاطية وهي العملية التي رتب لها باحكام كبير قصد عرقلة فرقة الدرك التي اعتادت التحرك كل ليلة من أجل ملاحقة العصابات التي تقوم بسرقة الرمال انطلاقا من الشاطئ المذكور . وقد تسببت هذه العملية الجريئة في عرقلة حركة المرور على الطريق الوطني رقم (43) لوقت معتبر في الوقت الذي تملّك فيه الرعب العشرات من المسافرين وأصحاب المركبات الذين عادوا أدراجهم واضطر الكثير منهم الى العودة من حيث أتوا خوفا من الوقوع في المحظور. هذا وعلم من مصادر خاصة بأن مصالح الدرك قد تمكنت من إلقاء القبض على بعض من يقفون وراء هذه العملية التي أكدت إعلان عصابات الرمال لحربها على مصالح الأمن بعدما تمكنت هذه الأخيرة من توجيه ضربات موجعة لهذه العصابات خلال الأسابيع الأخيرة من خلال مصادرة عدد من الشاحنات المستعملة في عمليات التهريب بعضها حصل عليها أصحابها في إطار عقود «أونساج» وإلقاء القبض على عدد كبير من الأشخاص الذين يشتغلون عليها .