انتقد العديد من المتدخلين في ملتقى السينما الإفريقية الذي ناقش موضوع "أي نماذج مستقبلية للسينما الإفريقية"، مقاطعة الجمهور لقاعات السينما في الجزائر أثناء عرض الأفلام وفيما أرجعته المخرجة التونسية نادية مفرح إلى انعدام الاتصال في المهرجان الذي اشتكى منه حتى الصحفيين، قالت المخرجة الجزائرية يمينة شويخ أن السبب يعود إلى غياب الثقافة السينمائية في إفريقيا ومنها الجزائر. ناقش مختصون في الفن السابع بالجزائر في الملتقى حول السينما الإفريقية، المنظم في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي بفندق الأوراسي لمدة يومين المصاعب الذي يواجهها القطاع في البلدان الإفريقية، خاصة في مجال التمويل والإنتاج والتوزيع وهي الحلقات الرئيسية للصناعة السينمائية، حيث أجمع المتدخلون من الموزمبيق وبوركينافاسو والسينغال وتونس على أن صناعة السينما في إفريقيا متأخرة كثيرا عن تلك في العالم وأرجعوا الأسباب إلى عدم وجود إستراتيجية حقيقية من قبل الدول في هذا المجال، لكن بالأخص عدم وجود ثقافة سينمائية في إفريقيا وفيما طالبت متدخلة من الموزمبيق بضرورة خلق تكتل إفريقي والتنسيق بين الدول الإفريقية لصناعة سينما افريقية على الأقل محلية حتى يكتسب الأفارقة الخبرة اللازمة لمنافسة غيرهم في العالم، ذهب مخرج تونسي إلى التأكيد على ضرورة دعم الدولة للقطاع للنهوض به وخلق سينما حقيقية، كما فتح النقاش حول مسالة التنسيق أو التعاون الجنوب-جنوب أو الإفريقي-الإفريقي في مجال الإنتاج السينمائي وطرح إشكال لماذا نلجأ إلى أعمال مشتركة مع فرنسا ولا نقوم بها مع دول افريقية. تشعب النقاش في الجلسة المسائية للملتقى وأخذ منعرجات عديدة وتعمق المتدخلون في النبش في مشاكل الصناعة السينمائية في إفريقيا، حيث أثارت المخرجة التونسية نادية مفرح مسألة افتقاد الدول الإفريقية لما يسمى الثقافة السينمائية وتساءلت لماذا لا تدرّس السينما في المدارس مثل المسرح والموسيقى والرسم، كما تأسفت لعدم وجود جمهور في القاعات وأرجعته الى عدم معرفته للافلام الإفريقية، فيما انتقدت الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام المحلية في كل دولة، التي كما أضافت تروّج لسينما الآخر، فالأفلام الغربية تترجم وتشترى بأثمان باهظة لتعرض في الدول الإفريقية، بينما لا يكون نفس الأمر مع السينما الإفريقية التي وصلت في أوقات كثيرة إلى العالمية ولم تحظ بالاهتمام حتى من طرف هذه البلدان . في نفس الإطار عبّرت المخرجة التونسية الفرنسية عن غضبها من غياب الجمهور عن قاعات السينما في المهرجان الثقافي الإفريقي، حيث وصل أكبر عدد من المتفرجين حسب المتحدثة ل6 أشخاص، الأمر الذي فسّرته المخرجة بعدم وجود اتصال فعّال داخل دوائر المهرجان، فالمعلومة كما قالت لا تمر بسهولة وفي أحيان كثيرة لا تمر أصلا، الأمر الذي اشتكى منه حتى الصحفيين حول البرمجة والتوقيت والإعلان عن النشاطات عبر الفاكسات التي لا تصل في اغلب الأحيان إلى قاعات التحرير. في إطار مختلف تحدث الحضور عن إشكالية حرية التعبير وتأثيرها عن الإنتاج السينمائي، حيث اعتبر الكثير من المختصين أن أفضل المخرجين الأفارقة يلجؤون إلى الخارج لإنتاج أفلامهم، لأنهم لا يتمتعون بنفس الحرية في الطرح في بلدانهم وفي المقابل يرى البعض أن الأمر فيه تناقض فحتى في الدول الأوروبية وأمريكا أين توجد صناعة سينمائية حقيقية، لا يقبلون إنتاج الأفلام التي تعالج القضايا الإنسانية والإفريقية، لكنهم يفضلون القضايا السياسية التي تخدم أطروحاتهم وهنا تطرح إشكالية حرية التعبير والنص وحق الأفارقة في امتلاك السينما التي تعبر عن قضاياهم ومشاكلهم.