وأكد جل المتدخلين أن تجربة ''هوليوود الشرق'' الذي تشتهر به السينما المصرية، و''نيروود'' نسبة إلى نيجيريا، تجارب لا تمثل إلا بلدانها ولا يمكن في حال من الأحوال إسقاطها على كل إفريقيا• كما أكد المتدخلون أن مناقشة موضوع المستقبل للسينما الإفريقية دليل على المنافذ الضيقة جدا التي بقيت لإنقاذ هوية السينما الإفريقية• تطرّق سالم إبراهيمي، السينمائي الجزائري ومنتج الفيلم الخاص بالمهرجان الثقافي الإفريقي، إلى أن الإنتاج السينمائي الإفريقي أمام تشكيل جدي لهيكله، وعلى المهتم بالإنتاج السينمائي في إفريقيا أن يعي مدى خطورة ''أمركة إفريقيا'' لأن هوليوود أمريكا لن تنتج أفلاما تخدم مصلحة إفريقيا إلا بمنظور أمريكي مصلحي• وأوضح ''شيخ ناقودا'' السكرتير الجهوي لمهرجان فيدرالية فيلماكور إفريقيا الغربية، أن الارتجال في إنتاج سينمائي إفريقي سيقضي على التواجد الفعلي للسينما الإفريقية على الصعيد العالمي، مضيفا أنه في الوقت الحالي لا يمكن الكلام عن سينما إفريقية؛ بل عن أفلام إفريقية عالمية معتبرا التجربة النيجيرية والمصرية مجرد سوق تجارية ولا يمكن اعتبارها صناعة مؤسّسة• ومن جهته، قال المخرج الجزائري أحمد راشدي، إن على هذا الملتقى الذي يناقش آفاق السينما الإفريقية أن يفرض بكل السبل المتاحة على الاتحاد الإفريقي العمل على تأسيس ''استثناء ثقافي'' على طريقة الاتحاد الأوروبي الذي ألزم الدول الأوروبية المنضوية تحت مظلته بعرض 40 بالمئة من أفلام أي بلد في كامل البلدان عبر القنوات العمومية لهذه البلدان وهذا بغية تعريف المشاهد الأوروبي على واقع قارته من خلال الأفلام التي تعرض على شاشته• وفي سياق آخر أكد صاحب ''فيلم بن بولعيد'' أن ''السينما الجزائرية في حالة إنعاش حقيقية، في الوقت الذي خطى فيه الجيران المغاربة، خطوات كبيرة في الميدان السينمائي''، حيث كشف ذات المتحدث أن 5 ملايير دولار دخلت خزينة المملكة المغربية هذا العام وهذه الأرباح هي نتاج سياسة المملكة في استقطاب المنتجين والمخرجين خاصة الأمريكيين في تصوير أفلامهم سواء في الصحراء أو الريف المغربي، كما أبدى راشدي إعجابه بالتجربة التونسية والتي أنتجت حسبه هذا العام أكثر من 10 أفلام روائية طويلة وهذا نتيجة طبيعية لقرار الدولة التونسية القاضي بدعم الأفلام المنتجة من قبل الخواص بنسبة 60 بالمئة من الميزانية العامة للفيلم• ولكن إعجاب أحمد راشدي بالتجربة التونسية لم تشاطره فيه المخرجة التونسية مفيدة التلاثلي، التي تكلمت بإسهاب عن العراقيل التي يتلقاها سواء المخرج أو المنتج في تونس؛ حيث إن الفيلم ينتج مثلا في 2005 ويبرمج في ,2015 ما يحيل المبدع التونسي إلى البطالة غير المعلنة• ناهيك- تضيف التلاثلي- عن قلة الأفلام المنتجة والتي ترجع في الأساس إلى الشروط الكثيرة التي تضعها الدولة حتى يستفيد الفيلم من الدعم الحكومي، كما عرّجت المتحدثة ذاتها على المشاكل التي يتخبط فيها الطالب المتخرج من المعاهد التونسية الأربع ''أيسم، أيسك، أيدك، أيد'' من حيث المتابعة، إضافة إلى الحملة الأخيرة في تونس والمتعلقة بغلق عديد القاعات السينمائية ما يطرح إشكالية كبيرة عنوانها ''السينما التونسية إلى أين؟'' أما المخرج الإفريقي الأمريكي ''داني قولفر''، فقد كان متفائلا بواقع السينما في القارة السمراء، مشيدا بأسماء أسست لبداية سينمائية إفريقية عالمية على غرار ''سليمان سيسي'' من مالي، و''عصمان صمبان'' من السينغال، والمخرج الجزائري ''لخضر حامينا''، مؤكدا أن الإرادة الإبداعية ستتغلب على التقاعس السياسي بمثل هذه الملتقيات إضافة إلى أن الثروة البشرية والطاقة الشبابية الإفريقية بادية على العيان وهي المستقبل الحقيقي لنهضة إفريقية سينمائية مرتقبة•