استبعد أمس الرئيس المدير العام لمركب "أرسلور ميتال" للحديد والصلب بعنابة، فانسانت لي غويك، اللجوء إلى عملية تسريح العمال وأوضح أن ذلك غير مطروح تماما، وتوقع المتحدث ارتفاع انتاج المركب إلى 750 ألف طن خلال السنة الجارية بعدما كان انخفض ب50 بالمئة سنة 2008، من جهته، أكد إسماعيل قوادرية الأمين العام للنقابة أن الاتفاق الموقع الأسبوع الماضى مع المديرية العامة للمؤسسة سيسمح برفع الأجور بنسبة 35 بالمائة بما في ذلك التعويضات. الرئيس المدير العام لمركب "أرسلور ميتال" الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نشطها بفندق "الشيراتون"، اعتبر الاتفاق الموقع مع نقابة المؤسسة في التاسع جويلية الأخير مهما جدا موضحا أن قضية تسريح العمال البالغ عددهم حاليا 7200 عاملا غير مطروحة تماما لا في الوقت الحالي ولا مستقبلا ولم يتضمنها الاتفاق، لكنه في المقابل أكد أن انتاج المركب تراجع بحولي النصف سنة 2008 بحيث سجل إنتاجا عادل 650 ألف طن بعدما سجل مليون و300 ألف طن سنة 2007 وأرجع ذلك إلى ما أسماه "معطيات السوق العالمية للحديد والصلب بسبب الأزمة الاقتصادية" ناهيك عن بعض المشاكل التقنية التي شهدها المركب، مع العلم أن الأزمة الاقتصادية العالمية تسببت في انخفاض الطلب على الحديد في السوق العالمية بنسبة 10 إلى 15 بالمائة. ومن بين المشاكل التي شهدها المركب توقف عمل احد الأفران وانفجار محولين اثنين وهو ما جعل الإدارة تشتري ثلاث محولات بسعة إجمالية تقدر ب 230 طن بقيمة 12 مليون دولار يرتقب استلامها شهر جانفي المقبل. وبالرغم من كون المركب رائدا في انتاج الحديد والصلب في الجزائر إلا أنه لا يحتكر السوق الوطنية، حسب المتحدث، باعتبار أن ما يعادل 200 ألف طن من الحديد يأتي عبر الموانئ، موضحا بخصوص الأسعار بأن قانون العرض والطلب هو الذي يُحددها، وشدد على أن العمل مستقبلا سينصب على رفع الإنتاج عبر استغلال الإمكانيات الموجودة. وشدد المتحدث على أن الاتفاق الموقع مع النقابة مؤخرا يعتبر هام جدا وأساسي للنهوض بالمركب والحفاظ على ريادته بالجزائر ومنه الرفع من قدراته الإنتاجية، بحيث نص على إنشاء مجلس للأخلاقيات يهدف أساسا إلى مراقبة التسيير وتوزيع الامتيازات. وحسب الأرقام التي قدمها الرئيس المدير العام للمركب، فإن نسبة حوادث العمل في الجزائر لا تزال مقلقة وهي تهادل 1.6 بالمئة لكل مليون ساعة عمل و تفوق النسبة التي سجلتها مختلف فروع المركب عبر العالم، كما أورد بأن ما استوردته دول البحر الأبيض المتوسط خاصة إيطاليا واسبانيا من الحديد والفولاذ خلال السداسي الأول من السنة الجارية كان معتبرا ما تسبب في انخفاض أسعار "أرسلور ميتال" من 1200 دولار للطن إلى ما بين 500 و600 دولار. أما الأمين العام لنقابة المؤسسة إسماعيل قوادرية، فأكد في تصريحات صحفية على الهامش أن الاتفاق التي تم توقيعها مع الإدارة لا تعني أبدا أنها هدنة موضحا أن الاتفاق سيمنح العمال زيادة في الأجور تصل نسبتها إلى 35 بالمئة بما في ذلك المنح والتعويضات مستبعدا بدوره أن أي عملية لتسريح العمال.