يجري فريق من الخبراء الأجانب المختصين في إنتاج واستخدام الفحم الحجري منذ شهر فحصا عاما وشاملا لمفحمة مؤسسة أرسولور ميتال عنابة للخروج بتقرير يحدد مدى سلامة أجهزتها المخصصة لإنتاج وتحويل الفحم الحجري الذي يُعد أهم وقود للتشغيل بعض وحدات المركب الإنتاجية خاصة بالفرنين العاليين رقم 1و2. وأكدت مصادر نقابية ل "اليوم" أن الوضعية الحالية للمفحمة التي أنجزت سنة 1980 ضمن برنامج توسعة مركب الحجار وتُشغل قرابة 300 عامل لا تبعث عن الارتياح، وقد زادت وضعيتها تدهورا منذ سنة 2001 تاريخ دخول الشراكة الجزائرية الهندية مع مجمع "ايسبات" وقتها، حيث لم يول الهنود الاهتمام اللازم بصيانة وترميم بطارياتها. كما لم يستبعد مصدرنا أن تلجأ إدراة مؤسسة أرسولور ميتال الحالية إلى توقيف نشاط المفحمة نهائيا ودمج عمالها ضمن مختلف الوحدات الإنتاجية للمركب أوتسريحهم ضمن ما أصبح يعرف بمخطط إعادة النظر في حجم الكتلة العمالية لمركب الحجار وهوالقرار الذي سيعرف خلال الأيام القليلة القادمة. إلى ذلك أبقى المدير العام لمؤسسة أرسولور ميتال عنابة على حالة الغموض والسوبناس فيما يخص قضية تسريح مئات العمال من المركب قبل تاريخ 31 ديسمبر 2009، حيث أكد الفرنسي "فنسان لوكوينغ" في ندوة صحفية أقصيت منها العديد من العناوين الإعلامية من حضورها منها جريدة "اليوم" لقاء صحفيا مصغرا حيث حاول مدير المؤسسة تلطيف الأجواء مع الشريك الاجتماعي، عندما أكد أن أي قرار يخص مصير عمال الحجار سيتخذ بالتنسيق المباشر مع ممثلي العمال من جهة، مشيرا في نفس السياق إلى "اللجوء إلى إجراءات التسريح الطوعي" ببعض فروع النشاط بالمؤسسة. ومن جهة أخرى فإنه لا مناص من إعادة النظر في حجم الكتلة العمالية بالمركب، خاصة وأن المردودوية الإنتاجية لعمال الحجار تعد الأضعف من بين كل وحدات المجمع الدولي للحديد والصلب. وفي هذا السياق قال فنسان لوكوينغ إن بلوغ مستويات إنتاجية تتجاوز 1.2 مليون طن من الفولاذ السائل سنويا ابتداء من السنة المقبلة يعد هدفا أساسيا لبلوغ مستويات النجاعة التي تضمن مستقبل المؤسسة، موضحا أن التراجع المسجل على مستوى معدلات إنتاج الفولاذ الذي بلغ 750 ألف طن من الفولاذ السائل خلال 2008 يعد "مقلقا" ويتطلب "التفكير في إيجاد التصور الكفيل بالنهوض بمردودية المؤسسة". لكن المراقبين للشأن الداخلي لفرع المجمع بعنابة يؤكدون من أنه لا مناص من لجوء الإدارة إلى تسريح مئات العمال، خاصة وأن القدرة الإنتاجية للمركب في تدهور مستمر، معتبرين خرجة "فانسان لوكوينغ" الإعلامية الأخيرة خطة لربح الوقت وتلطيف الأجواء إلى حين الانتهاء من هذا الملف الحساس بعيدا عن وجع العمال وصداع الشريك الاجتماعي. من جهتها أعربت نقابة "أرسلور ميطال" عن "رفضها القاطع لكل محاولات تسريح العمال"، حيث أعرب الأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية الرفض القاطع لكل محاولات تسريح للعمال مجددا، مؤكدا "تجند النقابة للمحافظة على مناصب الشغل". وأوضح قوادرية أن بلوغ معدلات الإنتاج المرتقبة تبقى ممكنة " شريطة استلام التجهيزات المبرمجة في آجالها وتطبيق الإجراءات التحفيزية الخاصة بالموارد البشرية". وتشغل مؤسسة "أرسلور ميطال" عنابة 6.630 عاملا من بينهم 1.300 يعملون بالمصالح الإدارية والتقنية.