بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي ونخبة من وجوه الأسرة الفنية والسينمائية قدم المخرج لمين مرباح بقاعة كوسكوس برياض الفتح العرض الشرفي العام للفيلم الوثائقي: "إفريقيا، من الظلمات إلى النور" المندرج ضمن إنتاجات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني وأوضحت خليدة تومي على هامش العرض أنها جد سعيدة بمثل هذه المبادرات التي تحكي بالصوت والصورة معاناة الشعوب الإفريقية مع الإستعمار و يعكس الفيلم الوثائقي دور والإسهام الجوهري للجزائر وبقيمها الثورية في تحرير كل القارة الإفريقية مؤكدة أن الأفلام الوثائقية مثل ما أنجزه المخرج لمين مرباح سيساعد الجيل الجديد من الأفارقة التعرف على التجارب النضالية الإفريقية والتعرف على الرموز الإفريقية التي ساهمت في صناعة التاريخ التحرري للقارة السمراء وأشارت خليدة تومي أنها جد فخورة حينما شاهدت مقطع الأٍرشيف الخاص باعتراف المناضل العالمي نلسون مانديلا بما تعلمه مع الثورار الجزائريين وإعتباره الجزائر وطنه الثاني وهو إعتراف نادر وقوي لدور القيم الثورية الجزائرية في الخطاب الثوري الإفريقي باعتبار الجزائر قلعة الثوار وأبدت تومي إستعداد الوزارة دعم هذا النوع من الأفلام التي تسترجع الذاكرة التاريخية الإفريقية وتحكي نضالات القارة الإفريقية كما أثنت وزيرة الثقافة على جهود الثنائي لمين مرباح وعلي بلود في إنجاز العمل الوثائقي وأشار لمين مرباح في سياق حديثه أنه لم يوظف كل المادة الأرشيفية التي تم شراءها من المعهد الفرنسي للسمعي البصري و تجاوزت قيمتها 16 ألف أورو مقابل 30 دقيقة من الصور المسجلة. الوثائقي النادر وعلى مدار 1 ساعة و20 دقيقة والموسوم "إفريقيا من الظلمات إلى النور" المنجز في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي تخلله بعض الأعطاب التقنية في البداية محاولة وعبر عنصر التوثيق والأرشيف السمعي البصري جاء ليكتشف الصور التي تعرض لأول مرة في تاريخ الذاكرة الجماعية سواء في الجزائر أو باقي البلدان الإفريقية. وقد عمد القائمين على الفيلم إلأى الإنطلاق من سرد تاريخ وجذور الاستعمار في القارة السمراء، من بدايات الثورة الصناعية في أوروبا وتبعات النهضة الاجتماعية والاقتصادية في تلك البلدان، وارتبط التوسع الصناعي بأوروبا بالبحث عن مستعمرات ثرية وغنية بمواردها لتغذية مصانع الدول الصناعية الصاعدة. فشكل الإفريقيون السود وبأجيال كاملة عنصرا وطاقة لتحريك التطور الصناعي الغربي وعبيدا لهم ،اعتمد الشريط شرح بدايات العبودية والاستعمار وصولا إلى مرحلة المقاومات والإنتفاضات عبر صور فوتوغرافية قديمة جدا ورسومات وخرائط، وصور ثلاثية الأبعاد، يعرض العمل الذي قدم شهادات نادرة لنخبة من الفاعلين في الحركات التحررية من الجزائر وخارجها على غرار جلول ملايكة، شريف بلقاسم، نور الدين جودي، وأحمد بن بلة، وحديث عن مرور مانديلا بالجزائر في نهاية الخمسينيات، في دورة تكوينية عسكرية صور رائعة ونادرة وتبث لأول مرة للمناضل الجزائري الكبير ميصالي الحاج حيث أظهرته صور الوكالة فرنسية يرافع باسم الجزائريين في مؤتمر بروكسيل في 1927، لننتقل بعدها إلى عام 1930 وصور احتفالات بمئوية احتلال الجزائرمن طرف المعمرين حيث نلمح نماذج من الوجوه الجزائرية البسيطة إلى جانب صور أخرى عن الإنتخابات داخل الجزائر ، وصور عن موجة تجنيد الجزائريين الإجباري في الحرب العالمية الثانية، ثم أحداث مجازر 8 ماي 45، وجزء من خطاب ديغول بقسنطينة في اكتوبر 1958 الداعي إلى سلم الشجعان – مشروع قسنطينة – ويختتم الفيلم الوثائقي بصوررئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وخطابه في الدورة 29 لهيئة الأممالمتحدة، ومرافعته القوية ضد الأبارتيد.