العرض الشرفي لفيلم "إفريقيا تعود" بقاعة إبن زيدون.. احتضنت قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح أمسية الأحد العرض الشرفي الأول لفيلم "إفريقيا تعود" من توقيع شرقي خروبي وسالم إبراهيمي بحضور عدد كبير من المدعوين من رجال الفن والثقافة وهذا في إطار الاحتفال بعيدي الإستقلال والشباب. الفيلم الذي أنتج من طرف وزارة الثقافة في إطار فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الثقافي الأفريقي الذي أقيم العام الماضي، دام عرضه الساعة والنصف من الزمن وشكل فيما تقدم من خلال بنية قوية فنيا وتقنيا ثلاثة محاور أساسية بدأها أصحاب الفيلم بتحية للمخرج الأمريكي وليام كلاين صاحب فيلم "البناف" عام 1969 ثم وقفات متينة على أهم فعاليات المهرجان الأفريقي في دورته الثانية وأخيرا تحية لمدينة الجزائر والقصبة بالأخص التي احتضنت الحدث الذي استضاف نخبة كبيرة من المبدعين والمثقفين والمخرجين الأفارقة في القارة السمراء والعالم.. وقد قدم مخرجا الفيلم إبراهيم وخروبي مقاربة جميلة حول واقع القارة الأفريقية بعد أربعين عاما من أول مهرجان من خلال نبشهم في مجموعة من المحاور المتعلقة بالإستعمار ومخلفاته، والأزمات الاجتماعية، الإقتصادية والثقافية التي عصفت وتعصف بشعوب المنطقة... وتضمن الفيلم العديد من الشهادات لعدد كبير من الشخصيات الثقافية والأدبية على غرار الكاتب منتيا ديوارا، الممثل الشهير داني قوفر، المخرجة جيهان الطاهري والسينمائي عبد الرحمان سيساكو الموسيقي لطفي عطار، وفي الأخير وزيرة الثقافة خليدة تومي في حديث متقاطع عن المهرجان الجزائر وتطلعات القارة السمراء في المستقبل سياسيا ثقافيا واجتماعيا.. جاء فيلم "إفريقيا تعود" حميميا وقريبا من وجدان مرخييه، شكلت فيه الصورة اللغة الأكثر حضورا في صمتها وفي تناغمها مع الألوان الموسيقية الأفريقية والجزائرية. اقتربت الكاميرا في الشارع من الشخوص الجزائرية شبابا وشيوخا ونساء وأطفالا وعلى بساطتهم عبروا عن مرحلة وحالة تنسجم مع الحدث الثقافي القاري من جهة وعن قبول الآخر في امتداده الجغرافي الثقافي والروحي. وقد كشف المنتج المفوض الخبير أحمد بجاوي في لقاء إعلامي عقب العرض أن هذا الفيلم الذي استعملت فيه تقنيات حديثة في ميدان معالجة الصورة والصوت والمؤثرات جاء بعيدا عن الوصف وكان أكثر تحليلا ويحمل منهجية لها أبعاد متعلقة بالحدث الثقافي من جهة والتحولات التي تعرفها القارة من جهة ثانية. وكشف في الأخير أن الفيلم "إفريقيا تعود" سيعرض تجاريا في الجزائر إبتداء من شهر سبتمبر وسيمثل الجزائر في عدد من المهرجانات العالمية.