نفى رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، وجود أي توتر في العلاقات بين بلاده والجزائر، مشيرا إلى أن كل ما تمّ تداوله بهذا الخصوص لا أساس له من الصحة، واعتبر في المقابل أن »ما يجمعنا مع أشقائنا في الجزائر هو صفر بالمائة مشاكل«، وذكر أيضا أن علاقات التعاون على كافة المجالات بلغت مستويات متقدّمة خاصة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية. جاءت التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة التونسية، حمادي الجبالي، في حديث مطوّل مع وكالة الأنباء الفرنسية على عكس ما حاولت بعض التقارير الإعلام التسويق له في الفترة الأخيرة حول فتور في العلاقات بين الجزائروتونس على المستوى السياسي، ففي الوقت الذي أشارت فيه تلك التقارير إلى أن بلادنا منزعجة من وصول »الإسلاميين« إلى الحكم في تونس وكذا السياسات التي يحاولون فرضها لضمان امتداد هذا التيار إلى دول الجوار، فإن الجبالي بدا واضحا لدى تعليقه على هذه التأويلات بتفنيده صحة ما يتمّ الترويج له. وبالاستناد إلى ما جاء على لسان المسؤول التونسي الذي يشغل في الوقت نفسه منصب أمين عام حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم حاليا، فإنه لا وجود لأي توتر في العلاقات الثنائية أو نوع من المشاكل على خلفية استلام »الإسلاميين« زمام الأمور في هذا البلد المجاور. ومن هذا المنطلق لم يتوان الجبالي في التأكيد على أن »ما يجمعنا مع أشقائنا في الجزائر هو صفر بالمائة مشاكل و100 بالمائة تعاون اقتصادي وأمني وسياسي...«. ويبدو أن التقارير التي استندت عليها وكالة الأنباء الفرنسية لاستفسار رئيس الحكومة التونسي حول حقيقة وجود خلافات مع الجزائر أخذت في الحسبان فشل الأحزاب »الإسلامية« في بلادنا تحقيق مكاسب مثل تلك التي حصلت عليها نظيراتها في كل من المغرب وتونس. ويجدر التذكير بأن الموقف الرسمي في البلد الجار على نتائج اقتراع 10 ماي الماضي جاء مرحّبا ب »نجاح« هذه الانتخابات، وعبّرت الرئاسة التونسية حينها عن أملها في أن »يعمل البرلمان المنتخب من أجل تقارب شعوب المغرب العربي«. وفي ذات الشأن قالت الرئاسة التونسية في بيان لها بأن »تونس تابعت برضى كبير الانتخابات التشريعية في الجزائر التي جرت في أجواء هادئة«، مثلما أبدت ثقتها بأن »البرلمان المقبل سيعمل من أجل مزيد من التقارب.. في إطار مغرب كبير يلبي تطلعات شعوبه نحو مزيد من التكامل والازدهار«. وما قاله الجبالي قبل يومين يُعزّز التصريحات رفيعة المستوى التي صدرت من الجانبين، فقد كانت مشاركة رئيس الجمهورية في احتفالات في الذكرى الأولى للثورة التونسية شهر جانفي من هذا العام مؤشرا على حرص الجزائر على ضمان استمرارية ديناميكية التعاون وهو الذي شدّد على أن العلاقات بين الجزائروتونس »ما تزال قوية، مكثفة ومثالية«، مؤكدا حينها الاستمرار على نهج أخوة متينة توجب على البلدين مستقبلا العمل باتجاه التكافل والتضامن. ومن جهته فإن الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي صرّح خلال آخر زيارة له إلى الجزائر شهر فبراير الماضي أن العلاقات الثنائية »مرّت بفترة من البرودة وعرفت أشياء غير مقبولة مثل سوء معاملة إخواننا الجزائريين في تونس«، وقد أرجع ذلك إلى »الديكتاتورية الأمنية التي كانت سائدة«، وقدّر بأن العلاقات مع الجزائر في عهد النظام السابق كانت »علاقات أمنية فقط«، موضحا أن مرحلة ما بعد الثورة ستعيد بعث الاتفاقيات السابقة مع إبرام اتفاقيات جديدة والتركيز على تأمين الحدود. وأضاف المرزوقي بأن تونس »تنتظر الكثير من الجزائر لأننا نواجه اليوم صعوبات اقتصادية كبيرة والحلّ يكمن في فتح الفضاء المغاربي الذي سيساعدنا على تجاوز فترة النقاهة والوضعية الصعبة التي نمرّ بها«.