عاش صباح، أمس، مسافرون كانوا على متن إحدى عربات الميترو لحظات عصيبة بعد أن تسبب انقطاع في التيار الكهربائي الذي يزود عربات الميترو بالطاقة إلى انقطاع مفاجئ، حيث اضطر المشرفون عليه إلى إنزال الركاب قبل بضع كليومترات من بلوغه محطة »الحامة«، عبر مخرج الطوارئ ليعودوا أدراجهم مشيا على الأقدام عبر رصيف ضيق إلى غاية محطة »المعدومين«، في سابقة لم تشهدها هذه الوسيلة الجديدة للنقل منذ دخولها الخدمة بداية نوفمبر 2011. »طوارئ بميترو العاصمة « هو الوصف الذي يمكن أن نطلقه على مشهد تعرض إحدى عربات النقل، في حدود الساعة الحادية عشرة وعشرون دقيقة، إلى توقف اضطراري بين محطتي حديقة التجارب والمعدومين، بسبب انقطاع مفاجئ في التيار الكهربائي، وعلى متنه قرابة 100مسافر، حيث أعلن سائق »قاطرة الميترو« عبر مكبر الصوت عن »المشكل« مطمئنا الركاب بأنه سيحل في لحظات، غير أنه بعد دقيقة عاود الاتصال ليؤكد أن المسافرين مجبرون على النزول عبر مخرج الطوارئ، لتبدأ حالة الارتباك والخوف تسود نفوس الركاب الذين لم يكن أحد منهم يتوقع حدوث مثل هذا المشكل، لاسيما وان جلهم لم يكن على دراية بكيفية التصرف مع مثل هذه »الأعطاب التقنية«. وفور ذلك قام أحد أعوان الأمن بفتح الباب الأخير بعربة الميترو يدويا، ليجد الركاب أنفسهم يمشون عبر مضيق ضيق عائدين أدراجهم إلى غاية محطة المعدومين أو »رويسو«، حيث شوهد أعوان الأمن والوقاية وعدد من عمال »شركة تسيير الميترو« وأفراد من عناصر الأمن الوطني قادمين نحو المسافرين في سابقة لم يشهدها الميترو، منذ تدشينه من طرف رئيس الجمهورية في نوفمبر الماضي، ليتنفس بذلك الركاب الصعداء بعد أن تمت طمأنتهم بأن لاشيء ينبأ بالخوف، وأن الأمر عادي قد يحدث في أي وقت، غير أن المسافرين عبروا عن تذمرهم واستيائهم لهذا العطل الذي تسبب في تأخرهم عن مواعيدهم المختلفة، سيما وأن العديد منهم كانوا متوجهين إلى مقرات عملهم، فيما لوحظ الخوف والذعر في وجوه النساء والأطفال بشكل خاص والذين لم يفهموا ماذا حدث بالضبط. والملفت أن الغائب الكبير كانت عناصر الحماية المدنية التي كان من المفروض أن تكون متواجدة بعين المكان، وهو الأمر الذي تفاجأ له المسافرون الذين طالبوا بضرورة تواجد أفرادها، بمثل هذه المواقع، خاصة في حالة وقوع حادث مأساوي لا قدر الله –حسب تصريحاتهم-. وقد اضطرت شركة تسيير الميترو إلى التأشير على تذاكر السفر حتى يتسنى للمتضررين من هذا العطل باستعمالها مرة أخرى، مؤكدين أن صلاحيتها ستدوم إلى غاية سنة كاملة، وبإمكانهم استعمالها مرة أخرى، ليتم الإعلان في نهاية المطاف على ضرورة إجلاء جميع المسافرين خارج النفق إلى إشعار آخر.