بات اكتظاظ الطرقات وازدحامها بمختلف وسائق النقل باتجاه عاصمة البلاد مشهدا مألوفا لجميع قاصديها من عمال وطلبة وعائلات نتيجة تراجع قدرات الاستيعاب للبنى التحتية، موازة مع الحجم الهائل المتدفق للأشخاص والمركبات يوميا.وتسعى مختلف المصالح الوزارية والهيئات المحلية لتبني الحلول التي من شأنها إيجاد مخارج للازدحام الذي يستيقظ عليه المواطن يوميا كل صباح، حيث تحولت جميع الأزقة والشوارع بمركز المدينة إلى مواقف عشوائية للسيارات ووسائل النقل الجماعي للمسافرين، فضلا عن التلوث البيئي وارتفاع حجم الغازات المنبعثة في الجو، ما يضاعف حالات المرض لدى المواطنين. مشاريع تبعث الأمل من جديد وسكان ''البهجة'' على أحر من الجمر 170 مليون مسافر ينتظر نقلهم سنويا بواسطتهما لذا شرعت وزارتا النقل والأشغال العمومية مع ولاية الجزائر في تنسيق الجهود لإيجاد مخرج لهذه الحالة، التي أصبحت ميزة شبكة الطرقات ووسائل النقل والمواصلات، حيث أسفر الاجتماع الأخير بمقر الدائرة الوزارية لعمار تو عن ضرورة الإسراع في أشغال ''الميترو'' و''التراموي'' و''القطار المكهرب''، فضلا عن تسليم المنشآت الفنية والأنفاق والطرق الاجتنابية والمحاور الكبرى الجاري إنجازها في القريب العاجل، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الطريق الدائري الثاني للعاصمة الواصل بين ''بودواو'' و''زرالدة'' وبصفة خاصة شطر ''بئر توتة'' و''خميس الخشنة''، إلى جانب الإفصاح عن برنامج لإنجاز 7 حظائر أو ''مواقف ذكية'' لتجميع أكبر قدر ممكن من السيارات دون إحداث أي اضطراب في حركة السير، وكذا تجسيد مشروع تجهيز 100 مفترق طرق بالإشارات الضوئية لتفادي الاختناقات المتواصلة. بعد إجراء المحاولات التقنية الأولى لعربات نقل المسافرين ''ميترو'' الجزائر .. حلم يشرف على التحقق يراود الجزائريين منذ أكثر من 38 سنة حلم لم يتحقق بعد، ووعود ينتظرها الجميع متسائلين متى سيرى المشروع النور؟، أو بالأحرى هل ستعرف وعود المسؤولين النور وتتجسد على أرض الواقع؟، ويتداول كل الجزائريين اليوم الحديث عن مصير مشروع ''ميترو الجزائر'' متسائلين عن تاريخ الانتهاء من أشغاله. ولقطع الشك باليقين أبينا إلا أن نعاين مدى وتيرة أشغال الإنجاز. ومن الميدان اتضح لنا أن المحاولات التقنية الأولى على السطح كانت قد أجريت مؤخرا لعربات ميترو الجزائر منذ قرابة الشهر تقريبا، وذلك على مستوى ورشات الصيانة المتواجدة ببلدية باش جراح، حيث أكد وزير النقل عمار تو بخصوصها أنها ستكون متبوعة قريبا بمحاولات أخرى أكثر حيوية يتم أثناءها نقل الركاب على متن العربات تماشيا مع عملية استلامها، مضيفا أن تقدم الأشغال يجري في الآجال المنصوص عليها في العقود، وقد تجاوزت نسبتها ال 95 بالمائة. كما تم منذ بضعة أيام فقط استلام 6 مجموعات من عربات النقل، تلتها عملية شحن ثانية لمجموعتين من العربات، على أن تتواصل العملية إلى غاية شهر ماي ,2009 ليرتفع العدد الإجمالي لمجموعة العربات التي سيتم استلامها إلى غاية الصيف المقبل ليصل إلى حوالي 18 مجموعة. وحسب آخر توضيحات الوزير المسؤول الأول على قطاع النقل في الجزائر، فإن مركز التحكم التقني الذي هو النواة الحقيقية المحركة لشبكة الميترو، من المقرر أن تشرع في التنقل ابتداء من صيف ,2009 حيث يتكون هذا المركز من عدة أقسام تقنية تضمن التسيير الجيد لتسيير تدفق العربات. وللإشارة فإن ميترو الجزائر سيتكفل بنقل 30 ألف مسافر في الساعة، ويعتبر الشبكة الأوتوماتيكية الرابعة على مستوى العالم بعد ''نيويورك'' و''برشلونة'' و''سيدني'' و الخط رقم 14 لميترو باريس، وستقوم مجموعة المؤسسات المكلفة بإنجاز مختلف أنواع منشآت مركز التحكم التقني بإنشاء تجهيزات كهربائية بطاقة 60 كيلوفولط ضرورية لضمان استمرارية الخدمة. ومن المنتظر أن يشرع في عمليات توسيع أول خط ميترو من خلال خط إضافي يضمن النقل على الخط الرابط بين البريد المركزي وساحة الشهداء إلى غاية دالي إبراهيم والشراقة مرورا بباب الوادي. تجربة التنقل عبر ميترو الأنفاق يثير مخاوف المسافرين.. القائمون على المشروع يؤكدون .. ''من دخل ميترو الجزائر فهو آمن'' بسبب المخاوف التي أثارها ميترو الجزائر لدى العديد من سكان البلديات التي مسها هذا المشروع، خاصة وأن النفق موجود تحت الأرض ازدادت مخاوف بعض المواطنين لعدم ألفتهم لهكذا مشاريع، وقد سبق لعبد القادر مكربي المدير العام لمؤسسة ''ميترو الجزائر'' أن صرح بأن تدابير الأمن قد تم تجنيدها قبل الانتهاء من مشروع الميترو، نظرا للمخاوف التي أبداها المواطنون، خاصة وأنهم سيركبون الميترو للمرة الأولى مضيفا أن جميع التدابير الأمنية ستؤخذ بعين الاعتبار لجعل الميترو وسيلة النقل الأكثر أمانا، كما أن السكك الحديدية قد وضعت من مدخل إلى مخرج النفق الرابط بين البريد المركزي وحي البدر على مسافة 11 كلم. وأفاد ذات المتحدث أنه عقب الانتهاء من أشغال الميترو، سوف تشرع مؤسسة ميترو الجزائر في إجراء التجارب التقنية بهدف تفقد مستوى تطابق عملها قبل الشروع في تجريب القطارات. أما في حالة انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي، الأمر الذي سيتسبب بالضرورة في توقف السير، فقد أكد ذات المسؤول أنه سيتم ربط الشبكة الكهربائية للميترو مباشرة بقسم المساعدة، وذلك للسماح بتواصل عمل الشبكة وضمان أمن المسافرين، حيث يجري العمل على إنجاز وتركيب التجهيزات الخاصة بقسم المساعدة الكهربائية المخصصة لمواجهة كل عطب محتمل. أشغال ''ميترو'' الجزائر تحول بعض بلديات العاصمة إلى ورشات مفتوحة رغم النتائج التي ستعود على جل سكان بلديات العاصمة بالإيجاب عقب انتهاء هذا المشروع الضخم، إلا أن أشغال إنجاز مشروع الميترو تسببت في تشويه منظر بعض البلديات، فحولتها إلى ورشات مفتوحة، خاصة تلك التي عملت السلطات المحلية على تحويلها قبل انطلاق المشروع إلى مراكز حضارية ضخمة تشتمل على كل المرافق الضرورية والمراكز التجارية، على غرار بلديتي باش جراح وحسين داي. وقد أثار مشروع ميترو الجزائر على أرضية بلدية باش جراح مثلا استياء بعض سكان هذه المنطقة للازدحام الكبير على طول طرقات وشوارع هذه الأخيرة، بسبب أشغال الميترو التي انطلقت منذ فترة قصيرة بعدما تقرر استكمال خط نقل آخر من باش جراح مرورا بالحراش على غاية الدارالبيضاء. وفي هذا الصدد أعرب معظم قاطني بلدية باش جراح الواقعة شرق ولاية الجزائر العاصمة، عن تحملهم للوضع، على اعتبار أن المشروع مشروع الدولة وسيعود لا محالة بالإيجاب على الجميع، خصوصا وأنه سيسمح بعصرنة قطاع النقل في العاصمة.