توقع القيادي في حركة مجتمع السلم والمكلف بالإعلام سابقا، محمد جمعة، أن تشهد الحركة نزيفا كبيرا بعد إعلان وزير الأشغال العمومية السابق عمار غول عن تأسيس حزب جديد، وقال جمعة أن التوجه المفاجئ الجديد للحركة ستكون له تداعيات خطيرة على الحركة، مؤكدا أنه لم يحسم موقفه بعد من مشروع غول لكنه أوضح أن دورة مجلس الشورى المقبلة ستتطرق للموضوع على خلفية ارتداداته على »حمس «. لم يخف القيادي في حركة مجتمع السلم، محمد جمعة الذي شغل منصب مكلف بالإعلام في المكتب الوطني للحركة لسنوات إلى جانب أبوجرة سلطاني، في اتصال مع »صوت الأحرار«، أمس، مخاوفه من حدوث ثاني أكبر نزيف في حركة مجتمع السلم، بعد إعلان القيادي في الحركة والوزير السابق والنائب الحالي عن العاصمة، عمار غول على شروعه في تأسيس حزب سياسي، يكون بديلا حقيقيا يجسد رؤية جيل من الإطارات والمناضلين المنضوين تحت مظلة حركة مجتمع السلم، للعمل السياسي وتعاطيه مع قضايا الشأن العام الوطني والدولي . وفي هذا الإطار يشرح جمعة بعض الجوانب التي لها علاقة بالنزيف المتوقع، حيث يقول أن تغيير التوجه العام للحركة بطريقة فجائية وبسرعة كبيرة دون نقاش معمق ومن دون استشارات واسعة مع قواعد الحركة وإطاراتها، جعل العديد من المناضلين والإطارات سواء على المستوى القاعدي أو القيادي تشعر بنوع من الحرج سرعان ما تطور إلى حالة من الاعتراض على التوجه الجديد الذي يضع الحركة في المعارضة بعد 20 سنة من سياسة المشاركة التي نظر لها الراحل الشيخ محفوظ نحناح وشكلت توجها استراتيجيا للحركة . ومن هذا المنظور يضيف جمعة أن قرار مجلس الشورى في دورته الطارئة التي عقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية والتي أقر الخروج إلى المعارضة وفك الارتباط مع السلطة، بداية من التحالف الرئاسي وصولا إلى إقرار عدم المشاركة في الحكومة وهياكل البرلمان، »قرارات ليست سهلة وستكون لها تداعياتها على »حمس«، وقد تؤدي إلى نزيف في صفوف وهياكل الحركة نحو المشروع الجديد الذي أعلن عنه عمار غول«، وهنا يتذكر جمعة النزيف الذي أحدثه انشقاق جماعة مناصرة عن حركة مجتمع السلم، وإذا ما انشق غول وبعض الإطارات التي تقاسمه التوجه والرؤية فإن ذلك سيكون له تداعيات كبيرة على الحركة . وبرأي محدثنا، فإن الحركة وجدت نفسها حاليا في وضعية صعبة، متوقعا أن تكون دورة مجلس الشورى الوطني للحركة المزمع انعقادها نهاية الشهر الجاري، حاسمة وساخنة، »موضوع حزب غول يجب أن يطرح للنقاش في الدورة. فعمار غول إطار بالحركة وخطوته هذه لها تداعيات «. وعما إذا كان جمعة قد قرر الالتحاق بمبادرة عمار غول، يقول المتحدث »لم أحسم الأمر بعد والقرار قيد للدراسة، صحيح أنني عبرت صراحة عن معارضتي للتوجه الجديد للحركة القائم على الانتقال المفاجئ للمعارضة، لكنني لم أتخذ القرار النهائي بعد«، وهو ما ترك الانطباع أن محمد جمعة قد يكون من الإطارات التي ستشكل النواة الصلبة للمشروع الجديد، خاصة وأنه أبدى منذ قرابة السنة معارضته للتوجهات الجديدة للحركة وكيفية تعاطي رئيسها أبو جرة سلطاني مع الشأن العام وعلاقة الحركة مع المحيط السياسي بما فيه السلطة. إلا أن الأنباء الواردة من صفوف الحركة تفيد أن العديد من إطارات حمس المعارضة للتوجهات الجديدة للحركة باشرت مساعي الالتحاق بالحزب الجديد قيد التأسيس. ومعلوم أن النائب عمار غول قد أعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي عن مباشرته للتحضيرات لإعلان حزب سياسي، مؤكدا بذلك الأخبار التي راجت في الأسابيع الماضية عن امتعاضه لخروج الحركة للمعارضة، حيث منذ اتخاذ القرار في مجلس الشورى بدأ عمار غول مقاطعته للحركة فيما يشبه طلاقا غير معلن، ولعل عدم تجاوبه مع قرار الاحتجاج في البرلمان يوم تنصيب المجلس الشعبي الوطني الذي قاده نواب التكتل الأخضر كان مؤشرا على معرضته للتوجه الجديد، وأخيرا قطع الوزير الشك باليقين وأكد سعيه لتأسيس حزب جديد. وكان سلطاني قد أكد في مناسبات عدة بخصوص موقف عمار غول أن على الجميع الالتزام بقرارات الحركة وأي مخالفة قد تؤدي إلى تطبيق نصوص ولوائح الحركة وهي إشارة إلى إمكانية تسليط عقوبات على المعارضين.
مطالب بتقديم تاريخ المؤتمر
في خضم هذه الأزمة الناشبة في صفوف حركة مجتمع السلم والتململ السائد في قواعدها، برزت عدة أصوات داخل الحركة تطالب بتقديم تاريخ المؤتمر المقرر في السداسي الأول من العام القادم، من اجل وضع إعادة هيكلة الحركة وتسطير توجهاتها الكبرى وخياراتها الإستراتيجية، فضلا على انتخاب قيادة جديدة تلقى توافقا وقبولا من قبل القاعدة وإطارات الحركة. وفي هذا المضمار لم تتوان قيادات في جلسات خاصة توجيه انتقادات لاذعة لأبي جرة سلطاني متهمة إياه بتقسيم الحركة وتفتيتها، ويذهب البعض من المناضلين إلى حد القول أن أبى جرة لم يستطع الحفاظ على أمانة الشيخ نحناح وتوصيته بالحفاظ على وحدة الحركة تماسكها.