قرّر الأمين الوطني الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، الاستقالة رسميا من صفوف الحزب رفقة 60 منتخبا وإطارا، وقد أرجعوا هذا الخيار إلى ما أسموه »انحراف القيادة الحالية« عن الخط السياسي الأصيل، ومقابل ذلك أعلن طابو وجماعته عن التحضير لإنشاء حزب سياسي جديد . توقع الأمين الوطني الأول السابق لجبهة القوى الاشتراكية، كريم طابو، أن تشهد الأخيرة المزيد من نزيف الإطارات في المرحلة المقبلة خاصة عندما وصف التوجه الحالي لأقدم تشكيلة سياسية معارضة في الجزائر بأنه مجرّد »غلاف أو علامة تجارية فقط«، دون أن يتوان في توجيه الاتهام إلى القيادة الحالية ب »إنشاء حزب جديد على أنقاض الأفافاس الحقيقي المعارض تقليديا لنظام الحكم «. وقد جاء كلام طابو خلال لقاء صحفي انعقد أمس بالعاصمة رفقة حوالي 60 إطارا ومنتخبا في جبهة القوى الاشتراكية لإعلان الانشقاق رسميا عن صفوف حزب »الدا الحسين«، وهي المناسبة التي تمّ خلالها قراءة تصريح صحفي أكد فيه المنشقّون أنهم ما كانوا يرغبون أن يضعوا أنفسهم في هذا الموقف المتطرف تجاه حزبهم السابق ورفقائهم في النضال »لكن الانحراف الذي تقوده القيادة الحالية، من خلال وضع الحزب تحت هيمنة السلطة، لم تترك لنا خيار آخر«. وأضافت إطارات جبهة القوى الاشتراكية المنشقون في ذات التصريح: »نحن لا نريد أن نكون متواطئين مع الاتصالات القائمة على حين غرة من المناضلين«، وبحسب ما صرّح به كريم طابو فإنه »تجاوزنا الآن الحاجز العاطفي والنفسي، ونتمنى حظا سعيدا للأفافاس«، مضيفا في هذا اللقاء الذي حضرته وجوه قيادية أقصيت سابقا من الحزب: »لقد انطلق المسار وسيلتحق إطارات آخرون بالركب، نحن نرفض الانخراط في حرب مواقع أو ننخرط في تكتلات، لا أمل في التغيير من الداخل«. ومن هذا المنطلق أشار الأمين الوطني السابق إلى أنه يدعم التحرك الذي يقوده أعضاء قياديون سابقون في الحزب، من بينهم جمال زناتي ومصطفى بوهادف، وذلك على الرغم من اعترافه بأنه يعارض الطريقة والأسلوب المعتمدين من طرفهم، وتابع حديثه قائلا: »نحن نرفض الانخراط في صراع كتل أو جماعات أو محاولات اختراق لتغيير الوضع في الحزب«. ولم يُخف كريم طابو نيته في تأسيس حزب جديد ، لكن عددا من الإطارات الداعمة له أشاروا إلى أن هذه المسألة لم يُحسم فيه بعد، ثم عاد المتحدث للتأكيد بأن الحزب لم يشهد خلال سنواته الخمسين أزمة مماثلة حملها للقيادة الحالية، مستدلا بأن الانحراف وقع عندما قبلت بمقاعد إضافية في المجلس الشعبي الوطني، مشككا في شرعية غالبية نواب الحزب. ومقابل ذلك أفاد الأمين الولائي السابق لجبهة القوى الاشتراكية، رضا حمدان، أن »الأفافاس انتهى«. وكان قرار كريم طابو بالطلاق نهائيا مع »الأفافاس« متوقعا بالنظر إلى العديد من المعطيات التي أعقبت التشريعيات الأخيرة، من بينها الموقف السلبي الذي اتخذه رئيس الحزب، حسين آيت أحمد، اللاجئ في سويسرا منذ فترة طويلة، حيث تجاهل الردّ على رسالة مكتوبة من عدد من الإطارات تدعوه فيها إلى التدخل لحلّ الأزمة، بالإضافة إلى المشاكل الكبيرة التي واجهها القيادي السابق رفقة القيادة الحالية التي قرّرت إحالته على لجنة الانضباط وطالبته بتسليم عهدته النيابية، وهو الأمر الذي رفضه طابو جملة وتفصيلا بحجة أن الشعب هو من انتخبه.