تصبح المكتبات أيام قبل حلول شهر رمضان، وفي الأيام الأولى منه، قبلة النساء، ربات بيوت كنّ أو عازبات، لاقتناء ما أمكن من كتب الطبخ، والغاية هو تقديم ما لذ وطاب لأفراد العائلة على مائدة رمضان، سيما وأن الشهر الفضيل معناه التزاور، وبالتالي تقديم أشهى الأطباق للضيوف . وفي هذا الإطار تخبرنا حنان ربة بيت »نعم أنا أقتني العديد من كتب الطبخ خاصة في رمضان وهذا لأني أريد أكلات تقليدية لكن بديكور جديد«، وتضيف: »الأطباق نفسها التي عهدنا أمهاتنا قديما في إعدادها إلا أننا نحن اليوم نهوى التغيير خاصة في شهر رمضان بهدف فتح الشهية وتزيين مائدة رمضان العظيم«، في حين تقول ليندة ربة منزل هي الأخرى: »أنا ربة بيت مقتصدة لذا أحاول دائما اقتناء دائما لكتب الطبخ تتماشى مع مستواي المادي، أي كتب طبخ لا تحتوي على الكافيار والروايال وأكلات أخرى خارج نطاق قدرتي الشرائية«، وتضيف ليندة »إلا أن هذا لا يمنعي من طبخ الأطباق لأسرتي بين أكلات تقليدية كالشخشوخة والكسكسي وأكلات خفيفة عصرية كالبيتزا والبوراك والسوفلي «. نسيمة، حديثة العهد بالزواج فتحدثنا عن سر إقبالها على هذه الكتب »أريد أن أحضّر أشهى الأطباق لزوجي لكي أبرهن له أني أتقن الطبخ والطبخ الجيد لا الطبخ العادي، ولأني أول مرة أطبخ لزوجي وهو متزامن أيضا بشهر رمضان الكريم فإن كتب الطبخ تساعدني على التنويع ..« وفي نفس الإطار قمنا بجولة برصد آراء باعة كتب الطبخ حول الإقبال الواسع لربات المنزل لهذا النوع من الكتب، فيقول سليم صاحب مكتبة بالعاصمة »بحلول الشهر المبارك نسبة الإقبال تكون واسعة مقارنة بأيام السنة وفي نظري فإن سر إقبال النساء على مثل هذه الكتب هو رغبتهن في إضفاء شكل جديد وعصري على مائدة رمضان من خلال تجديد بعض الأكلات التقليدية«. ويقول لنا بائع آخر في مكتبة »تمثل نسبة المبيعات التي أحققها وراء بيع كتب الطبخ أثناء شهر رمضان أزيد من 50 بالمائة وهي نسبة لا يمكن أن أحققها في باقي أشهور السنة«. وفي نفس السياق هناك عرض آخر لسيدات المطبخ، تتمثل في الأقراص المضغوطة، وهي لأشهر الطباخين العرب الذين تعودت الجزائريات على تتبع برامجهم على مختلف القنوات الفضائية، ليؤكد لنا صاحب محل بيع كتب لطبخ وأيضا الأقراص المدمجة أن الإقبال على شراء الأقراص المضغوطة له رواجا متساويا كتب الطبخ وهي الأشهر الطباخين العرب مثل شميسة المغربية والطباخات الجزائريات المعروفات في أوساط المجتمع الجزائري كبوحامد ورزقي.