كتب الطبخ تزاحم عادة اقتناء الأواني الجديدة بقائمة اهتمام ربات البيوت على غرار محلات بيع الأواني التي تشهد انتعاشا كبيرا عشية رمضان تعرف المكتبات و أكشاك بيع كتب الطبخ إقبالا منقطع النظير هذه الأيام من قبل النساء اللائي تعكس صور تهافتهن على هذه الأماكن، تضاعف اهتمامهن بالطبخ العصري و الوصفات العالمية، و إلا بما نفسر حمى اقتناء كل ما له علاقة بمملكة حواء الخاصة.أين تجد التجمعات و ترى النساء منكبات يتصفحن الكتب و يتأملن بشراهة الصور الملونة و المغرية، فاعرف أن الأمر يتعلق بكتب الطبخ، بعدما تحولت عادة اقتنائها قبل و خلال المناسبات الدينية إلى ظاهرة تستحق الوقوف عندها، لما يرافقها من هوس البحث عن مؤلفات أي "شيف" جديد يظهر بإحدى الفضائيات العربية أو الأجنبية . و أسواق قسنطينة لا تختلف عن غيرها بباقي المناطق من حيث تهافت النساء على اقتناء المؤلفات حول المطبخ المحلي و الأجنبي، حيث أكد عدد من التاجر تضاعف زبائنهن في هذه الفترة مما دفعهم لتنويع سلعهم و عرض المؤلفات السهلة التسويق و التي قال بشأنها بائع بحي بلوزداد بأنها تتضمن الوصفات المقدمة في الفضائيات المتخصصة و على رأسها فتافيت. و استطرد زميل له قائلا بأن أغلبية الزبائن تبحثن عن كتب "شميشة" المغربية و حورية المطبخ الجزائرية، مؤكدا أنه لا يمر يوما دون أن تسال على الأقل سبع زبونات عن جديد هذين الطباختين اللتين داع صيتهما في المدة الأخيرة.و عن سر اللجوء إلى جديد عالم مؤلفات الطبخ قالت بعض السيدات أن الرغبة في التميّز و إبهار الضيوف، لا سيما أسرة الزوج وراء البحث المستمر عن الوصفات الجديدة و المثيرة للإعجاب و المسيلة للعاب، على حد وصفها. و قالت سيدة في عقدها الثالث بينما كانت تتصفح كتابا خاصا بوصفات "الغراتان" في الفرن أنها تزوجت حديثا و لا زالت تنقصها الخبرة في تحضير الكثير من الأطباق، و هو ما دفعها للبحث بين رفوف المكتبات عسى أن تجد ما يساعدها على تعلم المزيد، لتنويع مائدتها ، و استطردت" كل العيون على العرائس، و هو ما يصعب المهمة في بداية الحياة الزوجية". و تعرف تجارة كتب الطبخ انتشارا كبيرا فهي تزاحم تجارة الأواني في هذه المناسبة الكريمة، فلا يكاد شارع أو سوق سواء كان نظاميا أو فوضويا يخلو من هذا النشاط الذي يجذب الشابات أكثر من غيرهن حسب عدد من باعة الكتب بقلب مدينة قسنطينة الذين أجمعوا على تضاعف الإقبال على هذا النوع من الكتب هذه الأيام. و ذكر بائع بشارع "عبان رمضان" أن وصفات أطباق الفرن "غراتان " و المملحات و كذا المعجنات تتصدر قائمة الوصفات المطلوبة هذه الأيام و هو ما جعلها تزيح كتب الحلويات العصرية الرائدة عادة عن عرش الريادة على الأقل هذا الأسبوع على حد تقديره. السوري و المغربي ينافسان التقليدي المحلي و مثلما عرفت الإكسسوارات المستوردة طريقها إلى البيوت الجزائرية، فرضت الكثير من الوصفات السورية و المغربية نفسها على مائدة رمضان التي تتميّز عادة بالأطباق التقليدية المحلية، و أرجع البعض سبب ذلك إلى تزايد برامج الطبخ الناجحة عبر الفضائيات و التي تحولت إلى برامج أساسية بالكثير من القنوات لما تسجله من نسب مشاهدة عالية خاصة في رمضان. و أكد بعض الباعة ممن سألناهم عن أكثر الوصفات العربية المطلوبة من قبل الزبائن، بأن الوصفات المغربية تأتي قبل السورية و المشرقية عموما، فيما أكد آخرون أن الوصفات الفرنسية تبقى مطلوبة لا سيما فيما يتعلق بأطباق التحلية و المقبلات و كذا المشروبات و سائر المرطبات. و ذكرت بعض السيدات بأنهن يبحثن عن الكتب الجديدة كلما تم الإعلان عنها بالفضائيات و البرامج المخصصة لفن الطبخ، و قال أحد الأزواج بمكتبة بحي بلوزداد بأن زوجته أصبحت مهووسة بجديد مؤلفات الطبخ، حيث لا يمر أسبوعا واحد دون أن تشتري كتابا جديدا حتى لو تكررت الوصفات ذاتها بعدة كتب، لكنه اعترف بأن زوجته بارعة في إعداد الأطباق العصرية التي غالبا ما تثير إعجاب الضيوف و هو ما يعتبره مصدرا للفخر.و رغم تنوع خدمات عرض وصفات الطبخ عبر الفضائيات و شبكة الانترنت تبقى لكتب الطبخ مكانتها في قلوب الكثيرات حتى لو تركت مركونة على رف مكتبة البيت دون استغلالها على حد تعليق إحدى المواطنات.