تشهد العديد من المحلات هذه الأيام إقبالا كثيفا على كتب الطبخ سواء تعلق الأمر بالطبخ العربي أو الغربي... وإن كان بعض الباعة لا يودّ الكشف عن حجم المبيعات والأرباح التي يحققونها من بيع كتب الطبخ إلاّ أنهم لم يخفوا أن ما يحققونه هذه الأيام يختلف تماما عن ما تمّ تحقيقه طوال السنة، ويكمن سر إقبال النساء على مثل هذه الكتب في الرغبة على إضفاء شكل جديد وعصري على مائدة رمضان من خلال تجديد بعض الأكلات التقليدية. تلجأ العديد من النسوة هذه الأيام إلى اقتناء كتب الطبخ والحلويات استعدادا لرمضان، إذ تصل نسبة المبيعات المحققة وراء بيع هذه الكتب إلى 50 بالمائة بحسب بعض الباعة، مشيرين إلى أنها نسبة لا يمكن تحقيقها في باقي أشهر السنة بالنظر إلى الإقبال الكبير لاقتناء كتب الطبخ سواء لطباخين جزائريين أو طباخين عرب وحتى عالميين من الذين يسوّقون ''طبخاتهم'' عبر الفضائيات. من 70 إلى 120 كتابا يباع في اليوم يشهد الإقبال على كتب الطبخ بأكلاتها المتنوعة رواجا كبيرا خلال الأيام الأخيرة قبل شهر رمضان نظرا لحاجة النساء إليها ورغبة في إضفاء ديكور جديد على الأطباق، وهذا ما أكّدته لنا مواطنة التقيناها في إحدى المحلات المتواجدة على مستوى المركز التجاري ''حمزة'' لباش جراح، والتي كانت في حالة حيرة وهي بصدد اختيار كتب تتماشى ومستواها المادي وتتنوع كتب الطبخ المعروضة ما بين أكلات تقليدية كالكسكسي والشوربة.. وأكلات خفيفة كالبيتزا، والبوراك و»السوفلي«.. وأكلات تطهى داخل الفرن وغيرها، إلاّ أن الملاحظ أن أغلب الكتب تتشابه باعتبارها أكلات تقليدية في ديكور جديد حسبما أشارت إليه سيدة بقولها »إن اقتنائي لمثل هذه الكتب لا يعني أنني أجهل الطبخ وكيفية تحضير الأطباق، وإنما أسعى إلى التغيير على مستوى الديكور لأن الأطباق هي نفسها التي طبختها أمهاتنا قديما، إلاّ أننا نهوى التغيير خاصة في شهر رمضان بهدف فتح الشهية وتزيين مائدة الإفطار، في حين أضافت أخرى »أن في رمضان تكثر الزيارات في ما بين الأقارب والأصدقاء لذلك أسعى إلى تقديم وجبات جديدة غير التي اعتدت عليها«. ومن جهة أخرى، يوضح بائع كتب طبخ في ذات السوق أن سر انتعاش سوق بيع كتب الطهي راجع إلى قرب حلول شهر رمضان، وأن المعروف عن النسوة بحثهن الدائم عن التغيير للابتعاد عن الملل والتكرار من تحضير نفس الوصفات التي اعتدن عليها طيلة السنة. فبالرغم من ارتفاع أسعار بيع هذه الكتب، إلاّ أن الإقبال عليها يبقى متزايدا، إذ يصل سعر الكتاب الواحد من 100دج إلى 150دج، أما فيما يخص الكتب الخاصة ببعض الطهاة العرب المشهورين من خلال الفضائيات أمثال الطاهية المغربية »شميشة« فإن سعر كتابها الواحد يصل إلى 2800 دج، وهي كتب تحرص الكثيرات على الحصول عليها نظرا لإعجابهن بها ولما توفره من وصفات جديدة في مجال الطبخ العصري. وفي نفس المنوال، تقر مواطنة متزوجة حديثا بأن سر إقبالها على هذه الكتب هو الجمع بني الديكور والذوق خاصة أنها لأول مرة ستطبخ لزوجها في هذا الشهر العظيم. وللوصول إلى تطبيق جيد لكل الوصفات لابد من توفير مستلزمات كل طبق من خلال توفير الأدوات المستعملة من أطباق زجاجية وأطباق الألمنيوم التي تضفي ذوقا متكاملا ومتميزا على مختلف الوصفات التي تسعى كل سيدة إلى النجاح في تحضيرها. ومن جهة أخرى، ربط بائع آخر »أن تحقيق هذه الأرباح من اقتناء كتب الطبخ خاصة منها التي تحتوي على أكلات خفيفة يبررها تزامن رمضان هذه السنة مع فصل الصيف، إذ أنها أكلات موسمية تتماشى وحرارة الطقس«.
ازدياد الطلب على الأقراص المضغوطة أيضا ومن جهة أخرى، فإن ازدياد الإقبال على الأقراص المضغوطة لأشهر الطباخين العرب الذين تعوّدت السيدات الجزائريات على تتبع برامجهم على مختلف القنوات الفضائية هي ظاهرة أخرى شدّت إنتباهنا، كما أكد لنا صاحب محل بيع الأقراص المدمجة أن الإقبال على شراء أقراص مضغوطة لأشهر الطباخات العرب مثل »شميشة المغربية« وطباخات جزائريات مثل »السيدة رزقي« و»السيدة بوحامد« المعروفتين في أوساط المجتمع الجزائري كثير لما تتمتع به هذه الطباخات من هواية في الطبخ من خلال تقديم الجديد لمتتبعيهم، إلى جانب أن العديد من النسوة يفضلن المشاهدة مباشرة بدلا من القراءة والتطبيق، حيث يرجحون سر نجاح كل تلك الوصفات المعروضة إلى المشاهدة والتطبيق في نفس الوقت، إضافة إلى الشعور بالمتعة والرغبة وحب التحضير لبعض الأطباق دون الأخرى. وبالمقابل، أكد لنا أصحاب المحلات الجامعة بين كتب الطبخ والحلويات على اشتداد التنافس بين كلتا الكتابين خلال شهر رمضان، حيث بالإضافة إلى ازدياد هوس السيدات بالمطبخ وأحدث الوصفات لتزيين مائدة الإفطار، إلاّ أنهن يسعين أيضا لتزيين مائدة السهرة بحلويات تقليدية. وبما أن عيد الفطر مناسبة تلي مباشرة شهر رمضان، فإن الإهتمام هنا ينصب مباشرة إلى إضفاء الجديد أيضا على حلويات العيد لتزيين مائدة العيد لاستقبال الأقارب والأصدقاء.