تم خلال محاضرة ألقيت سهرة أول أمس في إطار سلسلة الطبعة السابعة للدروس المحمدية المنظمة بالزاوية البلقائدية بوهران إبراز دور أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في التعليم والدعوة إلى الله . وأبرز الدكتور أسامة عبد الرزاق الرفاعي من كلية الشريعة بجامعة بيروت بلبنان أن زوجات النبي )ص( اللائي تعلمن بيت النبوة وتميزن بالعلم الوافر ورجاحة العقل كن مصدر لتشريع وتعليم للناس. وبيّن في هذا الإطار أن بعض الأحاديث النبوية أوضحت أنه كان هناك أحوالا لا يمكن أن تنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما احتج فيها فقها وتعليما وتطبيقا إلا من خلال أمهات المؤمنين. وأضاف يقول »هناك أحاديث خاصة تجري في بيت النبوة الشريف من وضوء وطهارة واغتسال ومعاشرة النساء وغيرها من تصرفات الزوج مع زوجته لا يمكن لأحد أن يطلع عليها إلا الزوجة ولذلك كانت زوجات النبي مصدر تشريع وتعليم للناس «. وذكر الدكتور أسامة عبد الرزاق الرفاعي أن السيدة عائشة أم المؤمنين كانت أكثر زوجات النبي )ص( علما بحيث لو جمع ما روت من أحاديث لكان أكثر مما روي من قبل كل زوجات النبي الأخريات مجتمعات مشيرا إلى أنها روت 2210 حديثا فكانت ضمن الأوائل من الرواة من الصحابة من حيث عدد الأحاديث . وقد لقبت السيدة عائشة من قبل أهل العلم بعالمة الصحابة وفقيهتهم حيث كانت عالمة بالفقه والحلال والحرام وبالأنساب والشعر وأيام العرب وحتى الطب تعلمته من وفود الأطباء الذين كانوا يزورن الرسول )ص( في أخر حياته عندما كان يطبب ببيتها حسبما ذكره المحاضر الذي أشار إلى أن أم المؤمنين عائشة عاشت 50 سنة بعد وفاة النبي قضتها في تعليم الناس والدعوة إلى الله. وقد أبرز الدكتور أسامة عبد الرزاق الرفاعي من خلال هذه المحاضرة المكانة العلمية لعدد من زوجات النبي على غرار السيدات خديجة وحفصة وأم سلمة وأم حبيبة وغزارة علمنهن ورحاجة عقلن ودورهن في التعليم والدعوة إلى الله. وحث المحاضر على تعليم الأبناء والبنات سير وفضائل أمهات المؤمنين، رضي الله عنه، ليأنسوا بهن ويكون ما نقل لنا عنهن عبرة وتذكرة. للإشارة فقد برمج في هذه الطبعة من سلسلة الدروس المحمدية التي تتناول محور أمهات المؤمنين تحت شعار »رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد« والتي تختتم يوم 27 من رمضان 16 محاضرة يقدمها علماء من الجزائر ومن عدة دول من العالم الإسلامي.