أعلنت الخارجية البريطانية أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 24 جويلية الحالي، تأتي في إطار تعزيز السلام في الشرق الأوسط، في وقت نقلت الصحافة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الولاياتالمتحدة تريد دفع المفاوضات بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسوريا ولبنان في آن واحد. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية باري مارستون وجود مؤشرات طيبة أظهر من خلالها الجانب السوري استعدادًا أكبر لاتخاذ خطوات إيجابية من أجل تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط على حد تعبيره. وقال مارستون إن الأشهر الماضية شهدت سلسلة من الزيارات الثنائية من بينها زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لدمشق في نوفمبر الماضي ولقاءات متبادلة عديدة من أجل تكوين تفاهم أكثر لوجهات النظر بين البلدين. وعن مدى ارتياح بلاده لسير العلاقات مع دمشق، قال مارستون من الواضح أن دمشق ومن هذا المنطلق تريد أن تتخذ خطوات إيجابية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وأضاف »نعتقد أن علاقاتنا معها تسير في الاتجاه المناسب، لكن وعلى الرغم من هذه التغيرات الإيجابية لا نزال ننتظر معالجة جدية من قبلها لنوعية العلاقات التي تقيمها مع منظمات مستعدة للقيام بعمليات مسلحة داخل الأراضي الفلسطينية وفي لبنان«. وأوضح أن هذا الموقف يُعدّ من وجهة نظر بريطانيا غير مقبول وغير مناسب في الأجواء الراهنة، وخاصة بعد المبادرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن ترسيخ الأرضية المطلوبة لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك بين السوريين والإسرائيليين، »لأن من الضروري أن تبيّن دمشق موقفها كدولة تؤيد السلام ولا تدعم تحقيق أهداف سياسية عن طريق العنف«. ولم يستبعد الناطق باسم الخارجية البريطانية أن يتوج التحسن الذين تشهده العلاقات بين البلدين بزيارة يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى لندن في غضون الأشهر القليلة المقبلة، في حين أكدت مصادر دبلوماسية في لندن أن المعلم سيناقش مع نظيره البريطاني الإعداد لزيارة يقوم بها الرئيس الأسد إلى بريطانيا. وعلى صعيد متصل، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر سياسية إسرائيلية أمس أن الولاياتالمتحدة تريد دفع المفاوضات بين إسرائيل وكل من الفلسطينيين وسورية ولبنان في آن واحد وتعتبر أن مسار المفاوضات الإسرائيلي اللبناني هو الأسرع للحل. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أنه سيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق إسرائيلي - لبناني بشكل أسرع من المسارين الآخرين بدعوى أنه لا توجد خلافات حقيقية بين الدولتين وإنما تنحصر الخلافات فقط في ترسيم الحدود في مزارع شبعا وقرية الغجر. وادعت تلك المصادر أنه بموجب تقارير وصلت الحكومة الإسرائيلية فإن الإدارة الأمريكية مررت رسائل شديدة اللهجة إلى القيادة الفلسطينية على خلفية رفض الفلسطينيين استئناف المفاوضات مع إسرائيل وأنه ليس مقبولا على الإدارة الأمريكية أن يضع الفلسطينيون شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات. وأضافت يديعوت أحرونوت أنه وفقا للمعلومات التي وصلت حكومة إسرائيل فإن الأمريكيين يخططون لإطلاق عملية سياسية تشمل مفاوضات في ثلاثة مسارات، إسرائيلية-فلسطينية وإسرائيلية- سورية وإسرائيلية-لبنانية، من خلال عقد مؤتمر دولي لم يتم الانتهاء من بلورة شكله حتى الآن، لكن تجري دراسة إمكانية دعوة زعماء الدولة وربما زعماء الدول الإسلامية أيضا. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي غاضب على زعماء الدول العربية المعتدلة التي ما زالت ترفض تنفيذ خطوات تطبيعية مع إسرائيل وعلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يرفض تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ويصعد الاستيطان في القدسالشرقية.