دعا عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الشباب إلى التجند من أجل حمل رسالة الشهداء الذين ضحوا من أن استقلال الجزائر. وقال »أنتم معقد الأمل ومكلفون بالجهاد الأكبر لتطوير الجزائر والحفاظ على سيادتها«، مشيرا إلى دور الأفلان في تحقيق هذه المعادلة من خلال الترسيخ في ضمير الشباب هذه المرتكزات التي نعتقد أنها أصل السيادة والتي تعني الحفاظ على كل مقومات الاقتدار التي تجعل هامة الجزائر عالية ولا يساومها أحد. ذكّر الأمين العام في كلمته خلال افتتاحه الندوة التكوينية الجهوية بدائرة القليعة التي نظمت تحت عنوان »الذكرى الخمسون لعيدي الاستقلال والشباب« بدائرة القليعة، بالندوات التكوينية التي شرع فيها الأفلان منذ سنتين، حين عكف على تكوين شباب أفلاني في فن الخطابة، ومن ثم انتقلت الدورات إلى الفكر الجبهوي من الفاتح من نوفمبر إلى آخر لائحة لدورة اللجنة المركزية، وذلك بهدف إثراء رصيد الشباب بفلسفة الحزب واطلاعهم على مرجعيته الفكرية، بالإضافة إلى برمجة مواضيع حول السياسية والإعلام وعصرنة الإعلام لا سيما فيما يتعلق بأدوات التواصل الاجتماعي والرقمنة في الإعلام، لأن السياسية بحاجة إلى الإعلام. وتساءل بلخادم في مداخلته »لماذا الحديث عن الشباب وهل يراد بذلك تعميق الفجوة بين الأجيال؟« ليؤكد أن الأفلان لا يؤمن بالقطيعة بل التواصل بين الأجيال الذي ينبغي أن يفهم فهما جيدا، حيث أوضح أنه من الضروري أن يستفيد الشاب من تجربة من سبقوه وفي نفس الوقت يأخذون يده إلى مناصب المسؤولية، لأن الشباب هو معقد الأمل للنهوض بالأمة وعليه يجب أن نثقب به ونمكنه من تولي مناصب المسؤولية. وأشار المتحدث إلى ما شد انتباهه في السلام الوطني عند بداية الندوة التكوينية، قائلا »في السلام الوطني هناك جملة تقول، إن في ثورتنا فصل الخطاب، بمعنى أن الشباب الذي قام بالثورة المباركة كانت له أهداف، فقال للمستعمر لابد أن تيأس من أن يتهاون الجزائريون في المطالبة باسترجاع السيادة الوطنية، فالجيل الذي حرر البلاد هو جيل من الشباب استطاع أن يحقق المعجزة في الوقت الذي ظن فيه الإخوة الأشقاء في الدول المجاورة أن فرنسا مسخت الشخصية العربية الإسلامية للجزائريين وهي تحتفل بالجزائر المسيحية بعد مرور قرن على احتلالها لهذه الأرض«. واستطرد بلخادم، مؤكدا أن مقاومة الاحتلال لم تكن بالعملية السهلة بمفهوم المقاومة المسلحة، حيث كانت مقاومة للمحتل ومحاولة في الوقت ذاته للتمكين بكل مقومات الشخصية الجزائرية بأن تفرض نفسها، ومن ثم أشار الأمين العام على مقطع آخر من السلام الوطني يقول فيه الشاعر: »قد مددنا لك يا مجد يدا«، لأن »الجيل الذي حرر الجزائر قام بالجهاد الأصغر، أما أنتم معقد الأمل مكلفون بالجهاد الأكبر من خلال تنمية البلاد وبنائها والحفاظ على السيادة الوطنية وهي المهمة التي يضطلع الأفلان القيام بها حرصا منه على الترسيخ في ضمير الشباب هذه المرتكزات التي نعتقد أنها أصل السيادة، التي لا تقتصر في معناها على العلم والسلام الوطني والتراب، وإنما هي الحفاظ على كل مقومات الاقتدار التي تجعل هامة الجزائر عالية ولا يساومها أحد«. أما فيما يخص موضوع السياسة والإعلام الذي تم برمجته في هذه الندوة التكوينية، قال بلخادم، أنه »لا يمكن أن ندخل بحر السياسة ونتجاهل علاقة السياسة بالإعلام، فالسياسة تحتاج إلى التبليغ الذي يأتي عن طريق الإعلام وقد قمنا ببعض الجهد في تكوين مجموعة من الشباب الجبهوي في مجال الخطابة والتبليغ، لكن الجانب الإعلامي ما يزال فيه كثير من الغموض عند بعض الناس، وأنتم تدركون خطورة الإعلام في صنع الرأي العام ولهذا فإننا نريد شبابا يساهم في صناعة الرأي ويدحض آراء الآخرين الذين يتصدون للفكر الجبهوي«.