أشرف وزير العدل حافظ الأختام الطيب بلعيز على مراسيم حفل تكريم النزلاء المتحصلين عل شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، كما أعطى إشارة انطلاق أول سباق نصف مارطوني ل 26 نزيل يجرى خارج المؤسسات العقابية، وذلك في إطار إعادة إدماج المساجين وتأهيلهم من أجل حياة عملية بعد خروجهم من السجن بما يضمن اندماجهم في المجتمع وعدم عودتهم إلى الجريمة. تحدث وزير العدل في اللقاء الذي جمعه بالصحافة أمي بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش عن ظروف إدماج النزلاء المتحصلين على الشهادات في الوسط المهني بعد انقضاء مدة العقوبة، حيث أوضح أن هناك مصالح خارجية موجودة على مستوى كل الولايات تقريبا، هذه المصالح تابعة لوزارة العدل وهي على اتصال دائم مع المحبوسين الذين تحصلوا على الشهادات الدراسية أو شهادات التكوين المهني، وتسعى إلى توظيف هذه الفئة من المحبوسين بمجرد خروجهم من السجن. وفي هذا السياق قال الوزير إن مصالحنا قد أدمجت حوالي 4 آلاف شخص في هذا الإطار، ومن أجل ذلك فإننا نركز على توفير جميع الشروط لإعادة الإدماج والمهم هو أنه عندما ينهي المحبوس عقوبته يجب التكفل به، فهناك من يذهب إلى الجامعة وهناك عدة بنوك ومؤسسات أعطتنا مبالغ مالية لتشغيل الشباب، وقد استفاد حوالي 3976 مفرج عنه من برامج التشغيل التي توفرها وكالة التنمية الاجتماعية وأكثر من 40 مستفيد من مشاريع القرض المصغر وهي أرقام تخص الشهور الأولى من سنة 2009 . وعن إمكانية استفادة هؤلاء المحبوسين من تبييض للنسخة السوابق العدلية بعد خروجهم من السجن قال الوزير إن العملية تخص كل المفرج عنهم دون استثناء وذلك ردا عن السؤال المتعلق باحتمال تبييض شهادة السوابق الخاصة بالمسلحين الذين سلموا أنفسهم، مع العلم أن تبييض هذه الشهادة يخضع لشروط قانونية مفصلة يجب استيفائها. وبالمناسبة كرم وزير العدل الذي كان مرفوقا بوزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد الفائز الأول بمؤسسة إعادة التربية بالحراش المدعو ق.م البالغ من العمر 30 سنة والذي تحصل على شهادة البكالوريا للمرة الخامسة بمعدل 14.74 بشعبة الآداب والعلوم الإنسانية، كما تم تكريم إحدى الأوانس النزيلات التي تحصلت على شهادة البكالوريا للمرة الثالثة وكذا على شهادات الدراسات التطبيقية بجامعة التكوين المتواصل تخصص قانون الأعمال. عملية التكريم شملت نزلاء آخرين تحصلوا على شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا إلى جانب تكريم مدير مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بابار التي أحصت أكبر عدد للناجحين في شهادة البكالوريا والذين بلغ عددهم 27 نزيلا. من جهته أكد مختار فليون المدير العام للمؤسسات العقابية أن الاهتمام بتعليم وتكوين النزلاء يأتي في إطار برامج إصلاح العدالة وبالتحديد قطاع السجون، حيث أشار إلى أن كل الذين نجحوا في البكالوريا لم يرجعوا إلى الجريمة بعد خروجهم من السجن، الأمر الذي يعد مؤشرا ايجابيا على نجاعة الخطط التعليمية المطبقة. واعتبر المدير العام للمؤسسات العقابية قرار رئيس الجمهورية القاضي بالعفو عن هذه الفئة أو بتخفيض مدة العقوبة حافزا كبيرا من أجل دفع هؤلاء النزلاء إلى التعلم والتكوين، باعتبار أن أصحاب الشهادات يستفيدون إما من الحرية التامة أو من تخفيض في العقوبة. ووصف فليون النتائج المحصل عليها هذه السنة بالايجابية مقارنة مع السنوات الفارطة، حيث كشف عن إحصاء 1935 فائز، منهم 1404 تحصلوا على شهادة التعليم المتوسط و531 على شهادة البكالوريا، كما أكد أن عدد المحبوسين المسجلين في التعليم والتكوين قد بلغ نسبة 74.52 بالمائة من مجموع المحبوسين. ويشار إلى أن حفل التكريم اختتم بحفلة غنائية قدمها فريق من النزلاء على أنغام الشعبي وكانت متبوعة بأغنية قدمها الفنان عبد المجيد مسكود بحضور عائلات النزلاء الفائزين في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا.