تقع زاوية الشيخ أعمارة بديار الرحمانية بمنطقة الناظور وتحديدا علي ضفة وادي سيبوس العملاق أسفل جبل لكرابيش ببلدية بني مزلين شرق ولاية قالمة. تأسست الزاوية سنة 1896 بقرية الناظور، ومؤسسها هو الشيخ العلامة أعمارة بديار بن صالح، أحد تلاميذ الشيخ العالم الرباني والرمز الروحي في ثورة المقراني ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1871، الشيخ محمد أمزيان بن علي المشهور بالشيخ الحداد. ومنذ تأسيسها اضطلعت بدور رائد في المنطقة الممتدة من سوق أهراس شرقا إلي مدينة عين أعبيد غربا، ومن مدينة عين البيضاء جنوبا إلي مدينة عنابة شمالا، وذلك في مجال تحفيظ القرآن الكريم للناشئة منذ الصغر، ونشر المعرفة الصحيحة بتعاليم الإسلام وعقائده وأحكامه وآدابه، ومحاربة الجهل والشعوذة والبدع، والإصلاح بين الناس وتقوية أواصر الأخوة وغرس القيم الوطنية، وحب الدين والوطن والانتماء الحضاري العربي الإسلامي لإفشال مخططات الاستعمار الهادفة إلى تحييد الشعب الجزائري عن أصالته واستئصال هويته. وقد تعرض من أجل ذلك مؤسس الزاوية إلي الأذى فوضع تحت الإقامة الجبرية، وزج به في السجن بمدينة قالمة، وبعد وفاته خلفه ابنه الشيخ محمد الحفناوي الذي وضع تحت الإقامة الجبرية سنة 1908 م، ولا يزال الأحفاد على خطى الأجداد يواصلون أداء الدور الديني والاجتماعي للزاوية. وخلال زيارتنا للزاوية لفت انتباهنا أن الأحفاد يحاولون المحافظة علي الميراث العلمي والديني ولاسيما المخطوطات ومنها مخطوطات الشيخ الحفناوي رحمه الله التي كتبها في دفاتر منها من يتحدث عن حياة وقصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام ، الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، ومخطوط آخر حسب مصادرنا غير مرقم وتم فيه جمع الأحاديث النبوية، ومخطوط آخر كتبه في عدة دفاتر سماه »كتاب الوقف«، وللشيخ محمد الحفناوي بديار آراء في التاريخ والسياسة واليوم لا تزال تؤدي دورها في إمامة المصلين في الصلوات الخمس والتراويح بمسجد الزاوية الرحمانية بقرية الناظور شرق قالمة على ضفاف وادي سيبوس.