اتهم الرئيس التونسي منصف المرزوقي أمس الأول، حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم بالسعي إلى ممارسة أساليب النظام السابق من خلال سعيها للسيطرة على دوائر الحكم في البلاد، منتقدا إصرارها على اعتماد نظام سياسي برلماني في تونس عوضا عن نظام معدل. وقال المرزوقي في خطاب ألقاه نيابة عنه أحد مستشاريه في افتتاح المؤتمر العام الثاني لحزب »المؤتمر«، شريك حركة النهضة في الائتلاف الثلاثي الحاكم، إن النهضة تسعى للسيطرة على مفاصل الدولة الإدارية والسياسية عبر تسمية أنصارهم سواء توفرت فيهم الكفاءة أم لم تتوفر. وحاول المرزوقي، مؤسس حزب »المؤتمر« التخفيف من وطأة ذلك التشبيه، حيث قال إنه يتمنى أن يواصل الحزب إنجاح تجربة فريدة في التحالف بين العلمانيين والإسلاميين المعتدلين، وأضاف أن التحالف بين حزبه وحركة النهضة الإسلامية وحزب »التكتل من أجل العمل والحريات« ليس انتهازيا كما يشيع البعض، غير أن ذلك لم يحل دون غضب حركة النهضة الإسلامية، حيث انسحب عدد من قيادييها من الجلسة منهم علي العريض وزير الداخلية ومحمد بن سالم وزير الفلاحة وسمير ديلو وزير حقوق الإنسان احتجاجا على ما ورد على لسان المرزوقي. وانتقد المرزوقي إصرار حركة النهضة على النظام البرلماني، قائلا إن تونس عانت نصف قرن من تبعات جمع حزب، وإن حصل على الأغلبية بصفة ديمقراطية، للسلطتين التنفيذية والتشريعية في بلد هيأته القرون للدكتاتورية لا للديمقراطية، معتبرا أن التونسيين لدغوا من ذلك الجحر مباشرة بعد الاستقلال. ووجه الرئيس التونسي أصابع الاتهام للحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة، فيما يخصّ التأخير في بعث مشاريع التنمية في الجهات المحرومة والتردد في إطلاق عنان العدالة الانتقالية ومحاسبة الفاسدين وتسوية ملفات الجرحى وعائلات الشهداء. من جهة أخرى، شدّد المرزوقي على ضرورة أن يتم تضمين حقوق الإنسان والمرأة بوضوح في الدستور التونسي الجديد، ودعا إلى إجراء الانتخابات المقبلة في موعدها لتفويت الفرصة على المتربصين بالثورة، على حد تعبيره. كما حذر من مخاطر انفجار النعرات الجهوية والقبلية في بلاده، وقال إنه إذا كان صائبا إقرار قانون يمنع التعدي على المقدسات، فإنه من الضروري أيضا سن قانون يمنع التكفير ، مشيرا إلى أنّ أعمال العنف التي اندلعت الشهر الحالي بولاية سيدي بوزيد جرس إنذار يجب أخذه بجدية بدل الاكتفاء بطمأنة النفس والقول إنها حركة شباب طائش بأعداد قليلة تحركها أحزاب متطرفة وراءها فلول.