ألح وزير الصحة جمال ولد عباس على ضرورة التكوين النوعي للأطباء في مجال الجراحة الدقيقة، من أجل الخروج عن دائرة التبعية للأجانب والبلدان الأجنبية، وأوضح في نفس الوقت أنه كان طلب من المتعاونين الأجانب مع عيادة جراحة القلب للأطفال ببواسماعيل الذين هم بلجيكيين وكوبيين تكوين الأطباء الجزائريين سواء في الداخل أو الخارج. من جديد تحدث أول أمس وزير الصحة جمال ولد عباس عن أهمية التكوين في مجالات الطب المختلفة، ومنها التكوين في مجال الجراحة الدقيقة، التي تتطلب تكوينا نظريا وتطبيقيا نوعيا، عالي المستوى، وألح في ذات الوقت على اعتماد التكوين في هذا المجال، والخروج شيئا فشيئا عن دائرة التبعية للأجانب والبلدان الأجنبية. وقال الوزير على هامش الزيارة التي قام بها أول أمس إلى عيادة جراحة القلب الخاصة بالأطفال محمد طلبة في بواسماعيل: إنه طلب من المتعاونين الأجانب الكوبيين والبلجيكيين المتعاونين مع هذه العيادة القيام بتكوين الأطباء الجزائريين في مجال الجراحة الدقيقة، وهدفنا في ذلك بلوغ درجة الاعتماد على النفس، والتحرر من التبعية للأجانب في الداخل والخارج، والقضاء نهائيا على تحويل المرضى للعلاج في الخارج، وخاصة منهم الأطفال، وعبّر عن ارتياحه لما يقوم به الطاقم الطبي العامل بهذه العيادة المتخصصة في الجراحة القلبية للأطفال، التي هي تابعة للضمان الاجتماعي، مؤكدا في نفس الوقت أن هذا الطاقم برهن بالفعل على كفاءة أصحابه ومهارتهم في الجراحة، ولاسيما منها جراحة القلب المفتوح، التي هي وفق ما أضاف عمل جراحي طبي دقيق للغاية. ومن أجل تحسين أوضاع العيادة، وتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة فيها، قال الوزير ولد عباس: إني أعطيت تعليمات لمسؤولي العيادة، تخص قاعات العمليات مع ضرورة تجهيز العيادة في أقرب الآجال بجهاز »سكانير« ، لأنم من غير المعقول أن تعمل عيادة بهذا المستوى العالي من الدقة ولا تتوفر على هذا الجهاز الطبي الضروري جدا. وكشف الوزير في سياق حديثه عن أن هذه العيادة المتخصصة في جراحة القلب للأطفال ستعمل قريبا بالتنسيق مع المستشفى الكبير لذراع بن خدة في تيزي وزو، الذي على وشك الانتهاء من أشغاله، وكذا عيادة عبد الرحماني ببئر مراد رايس في العاصمة للتكفل بشكل أحسن وكامل بالجراحة القلبية الخاصة بالأطفال، وقال في هذا الخصوص: سنستغني بذلك عن إرسال هؤلاء المرضى للعلاج بالخارج نهائيا ابتداء من سنة 2014 . وبعد أن أشاد الوزير بالكفاءات الجزائرية العاملة بالخارج في المجالات الطبية، وقال عنهم إنهم في المستوى المطلوب، وقد برهنوا على مهاراتهم العالية في عديد البلدان الأجنبية، والدليل على ما نقول أنهم أسندت لهم مسؤوليات عالية بالكثير من المستشفيات والعيادات المتخصصة، قال إن وزارته بصدد العمل بجد وإخلاص لمساعدة أمثالهم العاملين بالجزائر، وتوفير كل ما يلزمهم من أجل غلق باب الهجرة والعمل بالخارج ونشير إلى أن هذه العيادة المتخصصة التي خصها ولد عباس بزيارة خاصة، تتوفر على 78 سرير، و ثلاث قاعات للعمليات الجراحية، تتوفر على أحدث المعدات الطبية، و على جناح للأشعة و آخر للتحاليل المخبرية، ويشتغل بهذه العيادة 22 طبيبا أخصائيا، قاموا بإجراء257 عملية جراحية على القلب، منها 104 عمليات جراحية للقلب المفتوح في الفترة من فاتح على نهاية جويلية الماضي، مع العلم أنه لن يُرسل أي مريض للعلاج بالخارج هذه السنة، وهو ما استحسنه الوزير، وشجعه وهنأ الطاقم العامل بالعيادة، وفي نفس الوقت قال ولد عباس : لا أسمح بأن يقوم طبيب أجنبي بإجراء عملية جراحية ثم يسافر بعد ذلك إلى بلده، ملحا على أن بقاءه بالجزائر ضروري، وعليه أن يبقى في متابعة مريضه لمدة ثمانية أيام على الأقل بعد إجراء العملية.