دعا رؤساء و قادة الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز إلى تعزيز التعاون المشترك بغية التأثير على الساحة الدولية بهدف التوصل إلى نظام حكم أكثر عدلا، وأكد الرئيس المصري الذي سلم رئاسة الحركة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن حركة عدم الانحياز »أنشأت للدفاع عن حقوق الدول الأعضاء وعليها لعب دور أكثر أهمية«. تفاءل الرئيس الإيراني فقد بمستقبل »واعد« لحركة دول عدم الانحياز، مشيرا إلى أنه على الحركة »يجب أن تلعب دورا جديدا لمشاركة أكثر فعالية للتوصل إلى مساواة بين الأمم و إرساء قواعد حكامة أكثر إنصافا«. كما أبرز نجاد اللامساواة التي يتميز بها العالم و»هيمنة« بعض الدول الرأسمالية على الدول النامية، مشيرا إلى أن »استقلال الدول مهدد بالحروب التي يتم فرضها و وضع اللااستقرار«. وأضاف أحمدي نجاد أن هذا الاحتكار يوجد على مستوى مجلس الأمن الذي عجز كما قال عن حل العديد من المسائل سيما القضية الفلسطينية و الحرب في أفغانستان ،معتبرا أن مجلس الأمن احتل مكان الجمعية العامة ويتخذ القرارات بدلا عنها. وقال الرئيس الإيراني في هذا الصدد» يجب أن نحدث تغييرا جذريا من أجل إصلاح الحكامة العالمية و المشاركة في عالم أكثر مساواة«،داعيا جميع الدول إلى المشاركة في مسار صناعة القرار. من جهته، أكد في مداخلته الأمين العام الأممي بان كي مون الذي كان ضيف القمة أن أعضاء حركة عدم الانحياز يمثلون ثلثي أعضاء منظمة الأممالمتحدة و يساهمون بنسبة 5/4 في قوات القبعات الزرق الأممية لحفظ السلام. ودعا الأمين العام الأممي بلدان حركة عدم الانحياز إلى »مواجهة التحولات من أجل التوجه نحو التعاون وليس نحو المواجهة«كما تطرق إلى بعض الملفات على غرار النزاع الحدودي بين السودان و جنوب السودان و أعمال العنف في الكونغو وكذا الأزمة في مالي و عواقبها على المنطقة، مؤكدا ضرورة أن تتوصل حركة عدم الانحياز إلى »حلول سلمية« للنزاعات و تفادي الصراعات بين الدول الأعضاء. كما اعتبر الأمين العام الأممي في هذا الصدد أن التسليح ليس الحل بالنسبة للأزمة السورية ملحا على ضرورة إيقاف أعمال العنف بين أطراف النزاع معربا عن مساندته لمبعوث الأممالمتحدة و الجامعة العربية إلى سوريا الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وكانت القضية الفلسطينية حاضرة كذلك في القمة حيث ألح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تدخله أمام الحضور على دور حركة عدم الانحياز في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها و مساندة القضية الفلسطينية. بوتين: حركة عدم الانحياز تسهم إسهاما كبيرا في تعزيز الاستقرار في العالم في العالم أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إستعداد بلاده لزيادة التعاون مع حركة عدم الانحياز، معتبرا أن العالم يجتاز حاليا مرحلة صعبة على صعيد العلاقات الدولية. ونقلت وكالة أنباء »نوفوستي« الروسية عن برقية بعثها بوتين إلى المشاركين في اجتماع القمة لحركة عدم الانحياز بالعاصمة الإيرانيةطهران أن روسيا تستمر في انتهاج »السياسة الخارجية المتوازنة ساعية إلى إنشاء مجال أمني واحد من دون خطوط فاصلة«. واعتبر الرئيس الروسي أن حركة عدم الانحياز تسهم إسهاما كبيرا في تعزيز الثقة والاستقرار في العالم، مشيرا إلى أن الزمن أظهر أن الحركة اتبعت السبيل الصائب لتحقيق هدفها لإزالة التوتر في الساحة الدولية. وأشار بوتين إلى أن العالم يواجه حاليا مشاكل عويصة ناتجة عن »النزاعات الإقليمية والإرهاب وخطر إنتشار أسلحة الدمار الشامل والتجارة غير المشروعة للمخدرات والجريمة المنظمة وأعمال القراصنة«. خامنئي: »إيران لن تسعى أبدا لامتلاك السلاح النووي« أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، أول أمس، أن إيران » لن تسعى أبدا لامتلاك السلاح النووي« كما جدد تأكيده خلال افتتاح قمة دول عدم الانحياز في طهران أن الجمهورية الإسلامية »لن تتخلى أبدا عن حق الشعب الإيراني في استخدام الطاقة النووية لغايات سلمية«،وبخصوص العقوبات الاقتصادية الغربية الهادفة للضغط على إيران في الملف النووي قال المرشد الأعلى للجمهورية أن» عقوبات مثل تلك التي يقولون أنها تصيب بالشلل ليس فقط لا ولن تشلنا وإنما تجعل خطواتنا أثبت وتزيد من تصميمنا وتعزز ثقتنا« ووصف المرشد الأعلى استخدام أسلحة نووية أو أسلحة دمار شامل أخرى بأنه» خطيئة كبرى لا تغتفر«، ودعا خامنئي إلى »شرق أوسط خال من الأسلحة النووية« واتهم الولاياتالمتحدة ب»التسلط على الشعوب« وقال خامنئي »إن نزع الأسلحة أصبح اليوم أمرا لا مفر منه وإن الذين يملكون الأسلحة النووية ليس لهم الحق في إدارة العالم واليوم نجد أن الذين يملكون أضخم ترسانات الأسلحة يفرضون هيمنتهم على العالم لكن هذا السلاح النووي لا يضمن الحفاظ على الوجود السياسي والاقتصادي«. حركة عدم الانحياز تجدد موقفها الثابت في دعم الشعب الصحراوي جددت حركة عدم الانحياز موقفها الثابت في دعم الشعب الصحراوي من أجل الحرية و تقرير المصير ،وأوضحت وكالة الأنباء الصحراوية أن الوثيقة النهائية التي رفعها مجلس وزراء خارجية الحركة في ختام أشغال اجتماعه أمس الأربعاء بالعاصمة الإيرانيةطهران إلى القمة تضمنت عدة فقرات هامة لقضية الشعب الصحراوي العادلة حيث أكدت مواقفها السابقة و دعمت توصيات و قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بكفاح الشعب الصحراوي و بالنزاع الصحراوي المغربي«. وألحت الحركة على ضرورة تمتع الشعب الصحراوي بحقه في الحرية و تقرير المصير وفق المبادئ الأهداف المتضمنة في ميثاق الأممالمتحدة و التوصية رقم 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة بتاريخ 14 ديسمبر 1960 و التي تنص على منح الاستقلال للشعوب و الأقاليم المستعمرة. وشددت في نفس السياق على أن كل الخيارات المطروحة للتسوية يجب أن تحترم التعبير الحر لتطلعات الشعب الصحراوي مما يعني المرور حتما باستفتاء تقرير المصير كتسوية للنزاع الصحراوي المغربي. واستعرضت حركة عدم الانحياز المسار التفاوضي مطالبة بتسريع وتيرته كما عبّرت في ذات الوقت عن دعمها لمجهودات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و مبعوثه الشخصي كريستوفر روس مشددة على »مسؤولية« الأممالمتحدة تجاه الشعب الصحراوي. وقد شارك وفد صحراوي في أشغال المجلس الوزاري لحركة عدم الانحياز يقوده عضو الأمانة الوطنية و الوزير المنتدب بشؤون أمريكا اللاتينية محمد يسلم بيسط . وكان الاجتماع فرصة للوفد الصحراوي حسب ذات المصدر لإجراء العديد من اللقاءات الثنائية بالوزراء و رؤساء الوفود المشاركة لإطلاعهم على آخر تطورات كفاح الشعب الصحراوي و قضيته العادلة.