أكّد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه بالرئيس الجديد لّلجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورر، أمس، أنه يرحب بعمل هذه المنظمة في سوريا طالما أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد، حسبما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية »سانا« عن الأسد. ومن جهته عبر مورر عن تقديره للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية، مشيدا بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين، حسب الوكالة التي قالت إن اللقاء تناول علاقات التعاون بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون. من جهتها، قالت بكين أمس، أن الوضع في سوريا يزداد سوءا، مشدّدة على موقفها المعارض لأي تدخل خارجي مسلح فيها، وقال هونغ لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين في إفادة صحفية يومية، إن الحل السياسي ما زال هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا، مضيفا أن بلاده ما تزال متمسكة بالحل السياسي للأزمة، خاصة وأن الوضع يزداد سوءا في الوقت الحالي، وكلما تفاقم سوء الوضع كلما زادت الحاجة للوحدة، يقول المتحدّث. من جهة أخرى، نقلت تقارير إعلامية روسية عن مصدر عسكري قوله، إن موسكو فكّرت في إجلاء عسكرييها من سوريا هذا الصيف ولكنها رأت أن الوضع مستقر بما يكفي بشكل لا يبرر مثل تلك الخطوة، حيث كان مثل ذلك الإجلاء سيشير إلى خوف الكرملين من أن الرئيس بشار الأسد يواجه خطر السقوط في مواجهة المعارضين الذين يقاتلون لعزله. وأشار تقرير لوكالة »إنترفاكس« الروسية، إلى أنه ليس لدى موسكو خطط فورية للتخلي عن قاعدة للإمداد والصيانة في ميناء طرطورس بالبحر المتوسط، والتي تعد المنشأة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفييتي سابقا، ونقلت الوكالة عن المصدر الذي لم تذكر اسمه في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية قوله، إنه كان المستهدف أن يتم تنفيذ خطط الإجلاء إذا أصبح الوضع في سوريا خطيرا، لكن محللين في هيئة الأركان العامة قرروا أن الوضع مستقر بما يكفي وأن القاعدة البحرية لا تواجه تهديدا. إلى ذلك، فنّدت وزارة الخارجية الروسية، اتهامات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تزعم بأن روسيا لا تنفذ التزاماتها بمعاهدات تحريم الأسلحة الكيميائية والبيولوجية، وجاء ذلك في بيان للخارجية الروسية أمس، أكّد أنه وكما في السنوات السابقة، تزعم الخارجية الأمريكية وبدون أي أدلّة واقعية بأن روسيا تنتهك التزاماتها الواردة بعدد من المعاهدات الدولية. الإبراهيمي قال إن مهمته في سوريا تبدو شبه مستحيلة من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إنه سمح لممثلي الخارجية البريطانية بالتواصل مباشرة مع ممثلين للجيش السوري الحر في إطار مساعي لندن لتوحيد المعارضة السورية. في وقت أعلنت فيه الخارجية الروسية أن مسؤولية تنفيذ تهديدات الجيش الحر باستهداف المطارات المدنية ستلقى على المنفذين ورعاتهم على حد سواء. وأضاف وزير الخارجية البريطاني في بيان أمام مجلس العموم البريطاني، أمس الأول، أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة أمر لا مفر منه وأن نظامه متجه إلى السقوط، داعيًا المجتمع الدولي إلى التخطيط الآن لتأمين الدعم السريع لحكومة جديدة في سوريا لكونها ستواجه مجموعة واسعة من التحديات. ميدانيا، أكد نشطاء سوريون أنهم عثروا على مزيد من الجثث التي تؤكد تواصل الإعدامات الميدانية من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، وقال الناشطون إن سبعة أشخاص قتلوا جراء قصف طائرات »الميغ« لمدينة دير الزور صباح أمس. كما قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد قتلى الاثنين بنيران قوات النظام ارتفع إلى 250، أربعة وثلاثون منهم قتلوا في قصف بطائرات الميغ لبلدة الباب، في ريف حلب فيما تم العثور على 43 جثة في الحراك بدرعا. في وقت قالت فيه تقارير إعلامية إن مقاتلين من لواء الفرقان التابع للمجلس العسكري لثوار دير الزور، سيطروا على مقر فرع الأمن العسكري بالمدينة، حيث حاصر الثوار المقر لمدة يومين قبل السيطرة عليه. في سياق متصل، قال الطبيب الفرنسي »جاك بيريس« الذي ساهم في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود، والذي يقوم بمهمة حاليا في مدينة حلب السورية، إن عدد القتلى بسبب الأزمة الحالية في سوريا يتجاوز 50 ألف شخص، بخلاف المفقودين، وانتقد فشل المجتمع الدولي في فرض منطقة للحظر الجوي رغم العدد المتزايد لضحايا القصف.