شدد محمد عليوي الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين في حوار خصّ به "صوت الأحرار" على ضرورة تشجيع الدولة للإنتاج الفلاحي المحلي الذي من شأنه أن يقلل من فاتورة الاستيراد، وكذا حماية الفلاحين من المضاربة في الأسعار، معلنا أن عملية مسح الديون التي استفاد منها الفلاحون بقرار من رئيس الجمهورية انطلقت أمس، وهو الإجراء الذي اعتبره المتحدث كفيلا بإعادة التوازن للإنتاج الفلاحي المحلي، إلى جانب كونه جرعة أوكسجين من شأنها أن تخفّف من التهاب أسعار مختلف المنتوجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع. * قبل أقل من شهر عن حلول شهر رمضان الكريم، في رأيكم لماذا يتكرر سيناريو الغلاء في مثل هذه المناسبة؟ ** ارتفاع أسعار المواد الفلاحية مع شهر رمضان لا يقتصر على الجزائر فحسب، بل ظاهرة تعرفها معظم الدول الإسلامية، وهو يعود بالدرجة الأولى إلى احتكار السلع من طرف التجار الذين يبحثون عن الربح السريع، مغتنمين فرصة إقبال المواطنين على مثل هذه السلع حيث يعملون على رفع سقف أسعارها إلى درجات غير منطقية غير آبهين بحرمة الشهر الفضيل الذي يعد بالدرجة الأولى فرصة للرحمة والغفران، وعلى هذا أوجه رسالة إلى هؤلاء التجار مفادها وأقول اتقوا الله في المواطنين. * نفهم من كلامكم أن السبب الرئيسي يعود إلى المضاربة في الأسعار ولا دخل للفلاح في الأمر؟ ** بالفعل فالمضاربة ترتبط ارتباطا وثيقا بمثل هذه المناسبات، حيث ترتفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها وهنا يقع الدور على مصالح المراقبة التي تتمثل في وزارة التجارة، لكي تحكم قبضتها على هؤلاء المضاربين الذين باتوا يتحكمون في الأسعار ويقلبونها كيفما شاؤوا، وذلك من خلال سن قوانين كفيلة بتنظيم السوق بشكل عام، كما أننا نبرئ ساحة الفلاح من كل اتهام في افتعال الأزمات التي تعرفها بعض المنتجات الفلاحية على غرار ما حصل مع منتوج البطاطا قبل أشهر، وهنا يمكن أن نقول بأن كلا من الفلاح والمواطن ضحيتان للمضاربة في هذه المعادلة، الرابح الوحيد فيها هو الوسيط. * هل يمكن أن يساهم مسح ديون الفلاحين في إعادة التوازن لأسعار المنتوجات الفلاحية؟ **في الحقيقة نحن كاتحاد عام للفلاحين باركنا القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية فيما يخص مسح ديون الفلاحين، إلا أن هذا القرار لم يطبق إلى حد الآن وننتظر أن تنطلق العملية يوم 25 جويلية القادم، وهم ما أكدته وزارة المالية، وفي حال ما إذا طبق فإن البلاد ستعرف قفزة نوعية في مجال الإنتاج الفلاحي، ومن ثم تعزيز أمنها الغذائي، فهذه الخطوة ستعيد للفلاحة دورها كعامل مهم في التنمية الشاملة التي تعرفها الدولة على جميع المستويات. *ما تقييمكم للموسم الفلاحي لهذه السنة، وهل يمكن للفائض المحقق في بعض المنتجات الفلاحية أن يكبح جماح الأسعار؟ ** يمكن أن نعتبر هذا الموسم من أحسن المواسم الفلاحية التي عرفتها البلاد منذ سنوات، فقد عرفت الجزائر إنتاجا فلاحيا معتبر محققة بذلك فائضا في بعضها، وهو ما يجعلنا نشعر بالتفاؤل حيال انخفاض أسعار المنتجات الفلاحية واسعة الاستهلاك مع موسم شهر رمضان، على غرار اللحوم الحمراء، وعليه نطلب من الدولة أن تخفف من فاتورة استهلاك اللحوم الحمراء لأننا نملك ثروة حيوانية تقدر ب 20 مليون رأس من الماشية، وقد حققنا فائضا يقدر بثلاثة ملايين رأس من الأغنام.