دعا كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي أمس، إلى إنشاء صندوق لدعم السينما العربية بما يساهم في الرقي بها إلى المستوى العالمية، مشيرا إلى ضرورة فتح نقاش حول إشكالية تمويل الأفلام والإنتاجات المشتركة العربية، وكذا لجوء السينمائيون العرب في مرحلة ما بعد الإنتاج إلى مخابر أجنبية من أجل التركيب والتحميض وهو ما يعد معضلة وجب حلها في الإطار العربي. أوضح ميهوبي في كلمته لدى افتتاح أشغال ندوة فكرية حول موضوع السينما العربية بين الرؤى الكلاسيكية والرؤى الحديثة المنظمة في إطار المهرجان الدولي للفيلم العربي أن تمويل الأعمال السينمائية أصبحت مسألة ملحة، معتبرا أنها مسألة شاقة ومقلقة بسبب عدم وجود صناديق لدعم السينما في العالم العربي، مما يدفع -- كما قال - في أغلب الأحيان المنتجين العرب إلى اللجوء إلى جهات أجنبية لتمويل أفلامهم. وفي هذا الشأن دعا إلى إنشاء صندوق لدعم السينما العربية بغية تمويل الأفلام العربية وكذا الإنتاجات المشتركة ومن أجل الاستثمار في مجال التكوين والتعليم الدراميين، مشيرا أن هذا الصندوق سيتكفل بكل قضايا ومجالات السينما العربية، كما تحدث ميهوبي عن الصعوبات التي يواجهها السينمائيون العرب في مرحلة ما بعد الإنتاج أين أصبح معظمهم يلجؤون إلى مخابر أجنبية من أجل التركيب والتحميض، كما تطرق أيضا إلى مشكل تسويق الأعمال المحلية للدفع بها ضمن مشاريع عالمية بغية ضمان إسهامها عربيا وعالميا بشكل حقيقي للسينما وليس حضورا شرفيا فقط. من جهة أخرى، دعا ميهوبي المنتجين السينمائيين العرب إلى العودة إلى الأعمال الروائية لضمان نجاح وبقاء الأفلام، مؤكدا ضرورة فرض تحالف إستراتيجي بين المنتجين والروائيين العرب، وإذ أوضح أن بعض الأفلام السينمائية القديمة منها الجزائرية والمصرية بقيت راسخة عبر الأجيال لكونها كانت مقتبسة من أعمال روائية لأسماء مشهورة أمثال إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وعبد الحميد بن هدوقة، أكد المتحدث أن الوقت الحالي لا يفتقر لأعمال روائية جديدة جديرة من أن تحول إلى أعمال سينمائية بدل من الإعتماد فقط على أفكار سريعة لا تقدم أعمال قوية ذات حضور في المشرك السينمائي العالمي. وفي هذا تأسف ميهوبي لكون السينما الحالية ليست إستثمارية في الوعي بل إستهلاكية ذات حضور ينحصر فقط في الفرجة والمتعة ولا تساهم في تحريك المجتمع.