أعلن حمرواي حبيب شوقي على هامش ندوة ''السينما العربية بين الرؤى الكلاسيكية والرؤى الحديثة''، التي أشرف على افتتاحها كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي في إطار فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران، عن مشروع إنجاز فيلم سينمائي عن الشهيد أحمد زبانة الذي كتب ميهوبي قصته ويخرجه السعيد ولد خليفة. ودعا ميهوبي في ذات الندوة كل السينمائيين العرب المشاركين في الطبعة الواحدة والثلاثين لمهرجان الفيلم العربي إلى ضرورة الالتفاف حول سياسة التحالف بين كتاب الرواية وصناعة الأفلام مشيرا في ذات السياق إلى أهمية العودة إلى الرواية العربية من أجل بعث سينما جدية وعميقة بحجم ما قدم في كلاسيكيات السينما العربية ''أين كان الوعي السينمائي بأهمية الرواية عاملا من عوامل النهضة بالفن السابع'' لينتقل ميهوبي بعدها إلى إبراز الأسس التي كانت سببا في بقاء الأفلام الكلاسيكية خالدة في الذاكرة العربية على عكس السينما اليوم ''التي تجردت من مضامين السينما الحقيقية وأصبحت تخضع لمعيار المناسبات حتى أضحت سطحية وبعيدة كل البعد عن روائع السينما العربية في فترة السبعينيات والثمانينيات'' مستحضرا في نفس السياق، عددا من الأفلام العربية التي استطاعت أن تحقق الطفرة لاعتمادها على العمل الروائي المهم والمختار بعناية شديدة على غرار فيلم ''عمارة يعقوبيان'' المقتبس عن رواية الكاتب المصري علاء الأسواني، وهو الفيلم الذي حقق أعلى الإيرادات وشهد مشاركة ألمع نجوم السينما العربية من جهة أخرى، عاد ميهوبي إلى الحديث عن أسباب تدني مستوى السينما العربية مرجعا إياها إلى افتقارها إلى ''النصوص الثقيلة التي تخدم العمل السينمائي'' وإلى حالة الانفصام الموجودة بين الرواية والسينما بالرغم من غنى الساحة الروائية العربية بأسماء لروائيين من العيار الثقيل الذين برهنوا على قدرتهم في التحكم بالعمل السينمائي من خلال أعمال عديدة شاهدة على حسن صنيعهم خدمة للفن السابع أمثال الروائي عبد الرحمن منيف والطاهر وطار وواسيني الأعرج وعلاء الأسواني وآخرون، واغتنم كاتب الدولة المكلف بالاتصال الفرصة لدعوة المنتجين العرب إلى العودة للقراءة والبحث بين إدراج المكتبات العربية قائلا ''لابد من الوعي بضرورة المحافظة الدائمة على حالة التماس بين المنتج والروائي''• من جهة ثانية، تحدث صاحب ''ومع ذلك فإنها تدور'' عن مشكل التمويل الذي ''يعتبر العائق الكبير في وجه صناع السينما في الوطن العربي وهو الحاجز الذي تسبب في وجوده غياب صناديق لدعم السينما في الدول العربية'' ليشدد بعدها على ضرورة إنشاء صندوق عربي يدعم السينما إنتاجا وتكوينا حرصا على جودة الإنتاج السينمائي العربي وخوفا على تلاشي الفن السابع في زحمة العبث بخصوصية السينما الحقيقية''.