تمكّن السلطات المصرية بفضل يقظتها المستمرة ووفائها الرائع بالتزاماتها الدولية من إحكام المراقبة على الحدود مع غزة.. فبعد تشديد الرقابة على حركة تنقل الأشخاص والسلع والبضائع، استطاعت هذه السلطات أن تحجز 20 كرتونا من حبوب الفياغرا كانت ستهرّب إلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر. البيان لم يستح عن ذكر ذلك وتناقلته الوكالات ووسائل الإعلام، وبدا كأنه انتصار عظيم يضاف إلى سلسلة الانتصارات التي حققها النظام الوطني في مصر في مواجهة التهريب عبر الأنفاق ومحاولات كسر الحصار أو التخفيف من معاناة أهل غزة. طبعا لا جدوى من دخول حبوب الفياغرا، ولا معنى للفحولة في زمن عربي مخنّث بامتياز تقوم فيه هذه الأنظمة العربية القُطرية اللقيطة بدور القوّاد لدى الدول الكبرى التي احتلّت الأرض وانتهكت الإنسان والتاريخ.. لا جدوى من حبوب تزيد الفحولة وتجعل القضيب منتصبا مادام كل شيء في الإنسان العربي قد ترّهل وانحنى..القامة والموقف والكلمات.. لن تجدي الحبوب الزرقاء وستفقد سحرها أمام هذه الأنظمة التي تريد كسر إرادة الفلسطينيين في غزة ومعاقبتهم على اختيارهم المقاومة وعلى اختيار حماس، ولهم النار والحصار والهلاك..حتى الفياغرا لن تصلهم وربما يراد لهم أن ينقرضوا ويرتاح النظام العربي من عنتهم وصمودهم ليمرّ كل شيء كما هو مرغوب..أي التسوية المسخ كما يريدها الخونة والسائرون في ركابهم.. لم يعد الحصار على غزة همّا شعبيا عربيا وإسلاميا.. الوهج..الإحساس المشترك كالمصير المشترك..سواء بسواء .. المطلوب محاصرة في غزة.. البندقية..الخبز..الماء والكهرباء.. المدرسة وحركة الوعي.. المطلوب محاصرة كل شيء حتى الفحولة والإحساس بالحياة.. أما بعد: تهانينا لكم على هذا النجاح بحجز الفياغرا.. وتحيا الوحدة العربية..!