أصدرت المحكمة الابتدائية العسكرية الدائمة بتونس العاصمة حكما يقضي بسجن أيوب المسعودي، المستشار الإعلامي السابق للرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي مدة أربعة أشهر مع تأجيل التنفيذ بتهمة تحقير الجيش والمس من هيبة المؤسسة العسكرية ونسبة أمور غير حقيقية إلى موظف عمومي، بعد أن اتهم مسؤولين كبارا في تونس بخيانة الدولة على خلفية قضية تسليم البغدادي المحمودي لليبيا. وقال المحامي خالد الكريشي، أمس إن الحكم صدر في ساعة متأخرة من ليل الجمعة وهو يقضي أيضا بتغريم المسعودي دفع دينار واحد، بالإضافة إلى رفع منع السفر الذي كان مفروضا عليه منذ منتصف شهر أغسطس الماضي، كما وصف الكريشي الذي يدافع عن المسعودي هذا الحكم بأنه سياسي بامتياز،لأنه يعكس إدانة لأيوب المسعودي ولحرية الرأي والتعبير، كما يكرس سابقة خطيرة تتمثل في محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري. من جهة أخرى، تراجع راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس عن تصريحات سابقة له اعتبر فيها السلفيين المتشددين يشكلون خطرًا على تونس، وأن الحكومة المؤقتة الحالية تعتزم تشديد القبضة الأمنية ضدهم، وقال التلفزيون التونسي الرسمي، إن رئيس حركة النهضة الإسلامية نفى لها وجود نية لمحاربة أي تيار ديني، مؤكدًا أن عهد الإقصاء والحملات الأمنية انتهى في تونس. ويأتي هذا التراجع بينما تتزايد الاتهامات الموجهة إلى الحكومة التونسية المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بأنها متسامحة ومتراخية ومتساهلة مع مجموعات التيار السلفي المتشدد التي باتت تهدد أمن البلاد.