بادرت مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية بتنظيم أيام دراسية من خمسة أيام ابتداء من يوم الأحد الماضي ولغاية يوم الخميس المقبل بسطيف، حول موضوع إدراج السمعي البصري في تدريس اللغة الفرنسية في مرحلة التعليم الابتدائي بالجزائر، وهو ما يرى البعض في أن السعي في هذا المنحى بمرحلة التعليم الابتدائي هو سعي متسرع، ويضر بمكانة اللغة العربية التي هي اللغة الوطنية والرسمية ولغة التدريس بالجزائر. أوضح المفتش العام بوزارة التربية توفيق حاجي أن هذا الملتقى يأتي»بمبادرة من مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية«، ويندرج وفق ما قال: »في إطار التعاون بين وزارة التربية الوطنية والسفارة الفرنسية بالجزائر، بغية تحصيل الآليات البيداغوجية، وتحسين أداء التدريس، باستعمال آليات جديدة، في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، لإدماجها في تدريس اللغة الفرنسية في المرحلة الابتدائية«. وحسب المعلومات التي هي بحوزة »صوت الأحرار« فإن هذه الأيام الدراسية سوف تثير نقاشا واسعا داخل القاعة الرئيسية للملتقى، وداخل ورشات العمل التي تشكلت من أجل ضبط الأمور بصورة نهائية والخروج بها في شكل توصيات لوزراة التربية الوطنية، وما لا يجب عدم إغفاله هنا أن السيدة آنرياث آلاغر وفق ما جاءت به وكالة الأنباء الجزائرية »هي مؤطرة هذا اللقاء والخبيرة التربوية«، وهذه السيدة هي خبيرة فرنسية، وتعتمد عليها كثيرا وزارة التربية الفرنسية في نشر وتكريس اللغة الفرنسية بصورة دائمة خارج الحدود الفرنسية، ولم يكن هذا اللقاء الأول من نوعه الذي تشرف عليه السيدة آنرياث آلاغر والسفارة الفرنسية بالجزائر، بل سبقته لقاءات أخرى بالتنسيق مع وزارة التربية الجزائرية، ومع وزارة التعليم العالي أيضا ومازلت أذكر منها لقاء تمّ منذ حوالي سنتين بزرالدة، نظمته السفار ة الفرنسية بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي، وكانت فيه للأسف مظاهر السيادة اللغوية مفقودة تماما، وكانت المؤطرة الرئيسية لهذا اللقاء خبيرة فرنسية أيضا في المقام الأول، ويتبعاها بالدرجة الثانية خبراء جزائريون، فاقدين لملكة اللغة العربية، وكان منتظرا من هذا اللقاء كما هو منتظر من لقاء سطيف للسمعي البصري في تدريس اللغة الفرنسية توصيات خاصة بكل وزارة من الوزارتين. وحين تساءلت »صوت الأحرار« آنذاك عن الجدوى من اللقاء المذكور، قيل لها بما يشبهُ تماما وكأن فرنسا الرسمية تُجهد نفسها من أجل المصلحة اللغوية للجزائر، وفرنسا المسكينة لا أهداف لغوية واقتصادية وثقافية لها من وراء كل هذا الجهد الذي يُخيل لمن لا يعرف فرنسا أنه مجاني بالفعل. وحسب ما جادت به وكالة الأنباء الجزائرية، فإن هذا اللقاء شارك فيه حوالي 30 مفتشا جزائريا في التعليم الابتدائي، مع خبراء ومختصين فرنسيين انتدبتهم السفارة الفرنسية لهذا الأمر، وقالت الوكالة أن المشاركين في أشغال هذا اللقاء الجهوي الذي ضم ولايات سطيف، بجاية، برج بوعريريج، ميلة وقالمة، »شددوا حول الفهم الشفوي للغة الفرنسية في المرحلة الابتدائية، وفق ما هي تأكيدات وإلحاحات الخبيرة الفرنسية أنرياث آلاغر ، التي أكدت ضرورة إدراج السمعي البصري كوسيلة فعالة في تعميق الفهم الشفوي للغة الفرنسية كلغة ثانية في المرحلة الابتدائية«. وقالت أيضا: »إن الانفتاح على أساليب جديدة في التدريس، وإدراج الوسائل التعليمية الحديثة في العملية التربوية خلال المرحلة الابتدائية له تأثير مباشر على تعميق الفهم لدى التلميذ، وبالتالي تحقيق الأهداف المعرفية والسلوكية لهذا النشاط التربوي«، وأضافت» إن استعمال هذه الوسائل خاصة ما تعلق منها بالسمعي البصري كأشرطة الفيديو والأقراص المضغوطة وغيرها، يضمن الزيادة في المشاركة الإيجابية للتلميذ، وتنمية قدراته على التأمل الملاحظة، وتحفيز الخيال لديه، فتصبح لديه الرغبة في التفكير والتعلم والبحث، بدلا أن يكون متلقيا سلبيا للمعلومات« . وما يلاحظ هنا أن الحديث في هذا المجال لم يجر إطلاقا عن اللغة العربية اللغة الأم، ولا عن اللغة الانجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية الأخرى، وكأن هذه اللغات ليست كاللغة الفرنسية، وجميعها لا يحتاج إلى السمعي البصري في التدريس.