الثانويات المتأخرة في البرنامج استثناء وليست مبررا للحديث عن كثافتها أعلن، أمس، رئيس ديوان وزارة التربية عن إنشاء لجنة بيداغوجية وطنية لمراجعة وتصحيح المناهج والبرامج التعليمية الخاصة بمستوى التعليم الابتدائي، وأنها ستشرع في أعمالها ابتداء من جوان الداخل بمشاركة مفتشين وأخصائيين• وأوضح أن العملية تجري بصورة عادية طيلة السنة بين مختلف شركاء العملية التربوية، نافيا اعتبار الأمر مؤشرا على فشل الإصلاح التربوي الجاري تنفيذه منذ عدة سنوات• وقال رئيس ديوان وزارة التربية، حسن لاغا، في تصريح لحصة ''ضيف التحرير'' بالقناة الإذاعية الثالثة، إن المرحلة الابتدائية هي أساس الإصلاح ورهانه في ترشيح تلاميذ في المستوى المطلوب، لذلك فهي تعرف مراجعة دورية للمناهج، بما في ذلك اعتماد دورات استدراكية لامتحانات الشهادة الابتدائية، مشيرا إلى أن رسوب تلاميذ تحصلوا على معدل يتراوح مابين 9 و10 لا يعتبر فشلا، خاصة وأن التجربة أكدت فعاليتها في تقييم التلاميذ، كما أن اعتماد الامتحان في السنة الخامسة يعتبر الأول من نوعه في منظومات التربية العالمية، حيث استشهد في دفاعه عن الإصلاح بالشهادة الإيجابية لخبراء دوليين عاينوا المنظومة التربوية• ونفى رئيس الديوان نفيا قاطعا ربط نسبة نتائج النجاح في البكالوريا بعدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة في الجامعة، بل تتم بشكل مستقل وبناء على تقييم موضوعي لأداء التلاميذ• وأضاف أن الوزارة لجأت إلى تخفيف كثافة البرنامج المعتمد في التعليم الثانوي، وهو ما مكّن كل المؤسسات الثانوية عبر الوطن، والمقدرة ب 1700 ثانوية، من إنهاء البرنامج في الوقت المحدد، باستثناء سبع ثانويات في شرق البلاد، حيث منح لها مهلة إلى غاية 25 ماي الجاري لاستكمال البرنامج، رافضا أن تعتمد هذه المؤسسات كمبرر لأي مطلب لمراجعة جديدة، بما في ذلك مادة الفيزياء، ردا على سؤال لمنشطة الحصة، سهيلة الهاشمي، التي وجدت في محدثها الخبير في قطاعه والمنهجي في تعاطيه الإعلامي• كما اعتبر التأخر البسيط المسجل أمرا عاديا، تعود إلى أسباب إنسانية محضة كمرض الأساتذة، الوفيات، خاصة وأن عدهم يفوق 550 ألف أستاذ، وأنه على المفتشين استدراك أي تأخر في حينه، وأكد أن القوانين السارية تمنع توظيف مؤطرين لا يحملون شهادة في التخصص، رافضا على سبيل المثال توظيف مهندس دولة لتدريس مادة الفرنسية، لأنه يتقن استعمالها وحسب، بل يشترط فيه التخصص في اللغة، وأوعز العجز المسجّل في بعض المواد إلى الأهداف المبرمجة، التي تسعى إلى الوصول إلى معدل معلم لكل 20 تلميذا في الابتدائي وأستاذ لكل 18 تلميذا في المتوسط، ومفتش لكل 70 أستاذا• وفي نفس السياق، كشف المتحدث عن توظيف 26 ألف أستاذ السنة الماضية، بينهم ألف مفتش، وأن عملية تنصيب 9 آلاف مفتش جارية إلى نهاية ماي الحالي، موضحا أن الوزارة دفعت كل مستحقات المتعاقدين المحصلة السنة الماضية، وأنها غير ملزمة بالتوظيف النهائي والدائم لهم، وأن علاقتها جيدة ومتفاعلة مع النقابات العاملة في القطاع•