عادت هذه الأيام إلى الواجهة قضية خطورة الأحذية الصينية على الصحة العامة لتطرح من جديد هذه المرة وبقوة، بعد تسجيل المصالح الاستعجالية بمختلف المستشفيات المتواجدة بالعاصمة لحالات تعفنات على مستوى القدمين، تطلبت علاجا مكثفا بالمضادات الحيوية، ويزداد الأمر سوءا بالنسبة للمصابين بداء السكري. رغم أن أغلبية المواطنين على دراية بخطورة الأحذية الصينية، التي تباع هنا وهناك سواء في المحلات أو الأسواق والأرصفة، إلا أن بريقها لا يزال ساطع ولم يتضاءل في عيون المستهلكين، حيث تظل تتربع على عرش الأسواق الجزائرية خاصة قبل حلول المناسبات الدينية وحتى سائر الأيام، ولم تفقد بعد ثقة الكثيرين خاصة منها الأحذية، ورغم أن أعداد المواطنين الذين يتخوفون من الإقبال عليها يتزايد بشكل مستمر بسبب ما تداوله الناس من كلام على نوعية هذه السلع الرديئة و ما وقفوا عليه بأنفسهم من حقائق حول خطورتها على الصحة العامة حيث تسببت للكثيرين من مستعمليها في أمراض جلدية أوصلت بعضهم إلى قسم الأمراض الجلدية وملازمتهم لفراش المستشفى لأيام طويلة نتيجة إصابتهم بتقيحات وتعفنات خطيرة، إلا أن الإقبال عليها لا يزال كبيرا . وقليلون هم أولئك الذين قرروا عدم إقتناء أي حذاء رجالي أونسائي أو خاص بفئة الأطفال سواء من الأسواق الموازية أو تلك التي تعرضها المحلات الصينية حتى بأكبر شوارع العاصمة أوقاطعوا كل ماهو "صنع بالصين " بسبب ما تعرضوا له من أخطار صحية أو ماسمعوه عن هذه الأحذية ، فيما لايزال الكثيرمن المواطنين يترددون على هذه المحلات ولا يتوانون لحظة في اقتناء هذه الأشكال والألوان المختلفة من الأحذية التي تسر الناظرين ولا تضر كثيرا بجيوبهم خاصة أصحاب الدخل الضعيف ، حيث لازالوا يجدون في هذه المحلات مبتغاهم بسبب أسعارها المعقولة والتي تلبي الغرض دائما. تلك حقيقة وقفنا خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى عدد من أحياء العاصمة ، بدأنها بشارع ديدوش مراد، أين أكد لنا صاحب محل للأحذية والحقائب اليدوية ، أن سلعته قادمة من أوروبا وهذا ما يفسر غلاء أسعارها لكنها في المقابل ذات جودة عالية فلا رائحة كريهة تنبعث منها ولا تسبب أية أضرار صحية لمستعمليها ، حينها سألناه هل هناك من يشتري هذه الأحذية رغم غلاءها خاصة فيما يتعلق بأحذية الأطفال –مقارنة بالسلع الصينية – أجابنا أن المستهلك الجزائري بدأ يعي حقيقة الأضرار المحدقة به وبأطفاله عند اقتنائه الاحذية الصينية ، وزبائن المحلات التي تبيع السلع القادمة من أوروبا وتركيا أصبح يقصدها حتى عامة الناس ، فبدلا من أن يقتني في كل شهر حذاء تنبعث منه رائحة كريهة وربما أصابته بمرض جلدية تطلب منه تسديد مستحقات أخصائي أمراض الجلد وفاتورة الدواء المكلفة جدا ، فهو يكتفي باقتناء حذاء من صنع اسباني أو تركي يستعمله وهو مرتاح البال . في هذا الشارع استدرجنا أحد المواطنين، وما أن سألناه عن رأيه في السلع الصينية حتى قال أنا "حلفت على الشنوي " أبدا لن أشتري أي شيء من عند الشناوة، هم يصنعون الأحذية من الجيفة " والنفايات ، والكثير منها سواء الأحذية أو الملابس، كانت سببا في إصابة الكثير من الناس بالدمامل والتقيحات على مستوى القدمين . بشارع العربي بن مهيدي الذي كان المحطة الثانية لاستطلاعنا، أين تتواجد الكثير من المحلات التي تعرض الأحذية الصينية، استدرجنا بعض المواطنين للحديث في الموضوع ذاته، حيث تقربنا من مواطن ، الذي قال لنا أن الجودة والراحة لايجدها الإنسان في الأحذية الصينية التي رغم أن أسعارها مغرية جدا إلا أن من يقتنيها لا يشعر أبدا بالراحة ، فزيادة على الرائحة الكريهة التي تنبعث من الحذاء خاصة الرياضية منها، لمجرد استعماله لساعة واحدة وربما أقل فهو ذو نوعية رديئة في مدة قصيرة يصبح غير صالح للاستعمال. وعلى مستوى شارع حسيبة بن بوعلي بالعاصمة، أين يتواجد عدد من المحلات أكد لنا مواطنون أن الحاجة وقلة ذات اليد تفرض عليهم اقتناء مثل هذه السلع رغم علمهم المسبق بقلة جودتها . وأكطثر شيء لفت انتباهنا هو أن أغلبية الذين تحدثنا على وعي ب خطورة الاحذية الصينية، لكن في غياب البديل الذي يتماشى مع ميزانية اصحاب الدخل الضعيف ..ليس هناك حل. وبالنسبة للدكتور بن عبد المومن هشام طبيب بمستشفى بني مسوس، فإنه لا مجال للتشكيكفي خطورة الأحذية الصينية ، حيث أكد أن أقسام الاستعجالات بمختلف المستشفيات ، ناهيك عن العيادات الخاصة تستقبل يوميا يوميا أشخاص من مختلف الأعمار خاصة من فئة النساء والأطفال يعانون من إصابات مختلفة الخطورة على مستوى القدمين فهناك من تبدو قدمه وكأنها احترقت " درجة ثالثة " وهناك من يشعر بحكة شديدة ، وهناك أخطر من ذلك حيث تكون الإصابة في شكل دمامل مقيحة مما يسبب تعفنا لجلد القدمين تمنع المصاب من مجرد الحركة بسبب شدة الآلام مصحوبة بحمى ، هناك من تتطلب حالته إجراء التحاليل اللازمة لتحديد طبيعة التعفن ثم تناول المضادات الحيوية القوية المفعول ، وهناك من يمكن علاجه بوصف مطهر ومرهم ، لكن هناك من تطلبت حالته الدخول الى المستشفى والمكوث هناك مدة 15 يوما قصد القضاء على التعفنات ويزداد الأمر سوءا بالنسبة للمصابين بداء السكري .