توافد ضيوف الرحمن، أمس، على مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بالرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل الوقوف بعرفات اليوم الخميس، وذلك وسط إجراءات مكثفة تبذلها السلطات السعودية لتسهيل حركة الحجاج. نفر حجاج بيت الله الحرام إلى منى منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، للمبيت بها استعدادا للصعود إلى عرفات اليوم المصادف ليوم التاسع من ذي الحجة لأداء ركن الحج الأكبر. ومع غروب شمس اليوم التاسع ينفر الحجيج إلى مزدلفة حيث يؤدّون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، ثم يتوجهون في ساعات الصباح الأولى إلى منى في أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة وذبح الهدي ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر. يذكر أن الحج بدأ بيوم التروية أمس في منى، يليه اليوم يوم الوقوف بصعيد عرفة عند جبل عرفات وهو الركن الأعظم من الحج، وينفر الحجيج مساء إلى مزدلفة حيث يمكثون لبعض الوقت ويلتقطون الحصى، قبل العودة إلى منى في اليوم الأول من عيد الأضحى الجمعة لرمي جمرة العقبة الكبرى وذبح الهدي أو النحر ثم الحلاقة أو التخفيف ثم طواف الإفاضة حول الكعبة والسعي بين الصفا والمروة. وتأتي بعد ذلك أيام التشريق الثلاثة »السبت والأحد والاثنين« التي يمكن للمتعجل العودة إلى بلده لظرف ما إن يختصرها إلى يومين فقط، ويقوم الحاج في أيام التشريق بالخصوص برمي الجمرات الثلاث »الكبرى والوسطى والصغرى« بسبع حصيات مع التكبير رمزا لرفض غواية الشيطان، وينهي الحاج مناسكه بطواف الوداع حول الكعبة. ووصل حتى مساء الاثنين الفارط حوالي 1.7 مليون من الحجاج القادمين من خارج المملكة، ومن المتوقع أن ينضم إليهم ما لا يقل عن 750 ألفا من الداخل غالبيتهم من المقيمين. وتؤكد السلطات السعودية أنها على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ إن كان ذلك على الصعيد الأمني أو الصحي أو اللوجيستي. وحشدت سلطات المملكة حوالي مئة ألف شخص لخدمة الحجيج وضمان أمنهم بينهم 25 ألفا من الدفاع المدني الذي وضع 19 مروحية وسبعة آلاف آلية في الخدمة. وأعلن مدير الإدارة العامة للمرور بالمملكة العربية السعودية، اللواء عبد الرحمن بن عبد الله، بدء تنفيذ الخطة الفعلية لنقل الحجيج إلى رحلة الحج في المشاعر المقدسة، بعد اكتمال وصول الحجاج إلى مكةالمكرمة. وكان اللواء عبد الرحمن قال إنه سيتم إطلاق 24 ألف حافلة لنقل الحجاج إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية وفق خطط أمنية مدروسة، بحيث يتم النقل بشكل تدريجي حتى يكتمل وصول الحجاج بمشعر منى قبل صلاة ظهر أمس. وذكر مدير الإدارة العامة للمرور أن المشروعات التطويرية التي تمت في المشاعر ستساهم في تخفيف حركة الحجاج المشاة على بعض الطرقات، ونوّه بالدور الذي لعبه قطار المشاعر في التخفيف من زحام الحافلات في الطرق وكذلك تلوث البيئة وانسياب الحركة المرورية، حيث نقل في حج العام الماضي 270 ألف حاج، وأضيف له هذا العام عدد من حجاج دول شرق آسيا من الهند وباكستان وبنغلاديش, حيث سترتفع طاقته الاستيعابية هذا العام إلى أكثر من 500 ألف حاج. وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أول أمس، حول رصد أي شعارات سياسية»لم نرصد أو نتعامل مع أي أمر غير عادي إطلاقا ولم نرصد أي أعمال مخالفة لما أتى من أجله الحجاج وهذا شيء نلمسه الحقيقة منذ سنوات عديدة«. وأشار خلال ندوة صحفية في مشعر منى إلى »ارتفاع مستوى الوعي بين الحجاج في كل عام عن العام الذي يسبقه وأن تركيزهم على أداء هذه الفريضة التي لا يمكن أن تتكرر لكل إنسان«، وأضاف أن »الخطة الرئيسية لكل الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن تتمثل في نقل أكثر من مليوني حاج تقريبا بعد اكتمال توافدهم«. وقال المتحدّث إن »التقديرات تشير إلى أن هناك حوالي 85 في المائة من الحجاج يتجهون إلى منى، والباقي إلى عرفات اعتبارا« من أمس، وأوضح المسؤول السعودي »سيستخدم في عمليات نقل ضيوف الرحمن أكثر من 18 ألف حافلة بالإضافة إلى القطار«، مؤكدا منع سيارات الأقل من 25 راكبا من نقل الحجاج. من جهته، أفاد وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة، بعدم »رصد أي أوبئة أو أمراض« في إشارة إلى فيروس »كرونا« الذي أودى بحياة شخصين في المملكة السعودية قبل بضعة أشهر.