انطلقت صباح أمس أشغال المؤتمر الوطني الثاني لنقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، وتميزت جلسات اليوم الأول بالكلمات التي تفضل بها ضيوف المؤتمر، والكلمة الجامعة للرجل الأول في النقابة الأستاذ نوار العربي، المنسق الوطني، وقد أكدت كل الكلمات على مكسب تأسيس النقابة في حد ذاته، وجملة المكاسب المهنية الاجتماعية التي تحققت منذ التأسيس حتى الآن، مع الحثّ على مواصلة النضال النقابي خدمة للمربي والتلميذ والمنظومة التربوية ككل، التي هي أحد القطاعات الأساسية والهامة جدا في بناء وتطور المجتمع والدولة. افتتح صباح أمس الأستاذ نوار العربي، المنسق الوطني، أشغال المؤتمر الوطني الثاني، الذي انعقد بزرالدة في غرب العاصمة، وقد شارك فيها حوالي 400 مندوب من كل الولايات، بحضور الياس بن عزوط إطار سامي بوزارة التربية الوطنية، ممثلا عن الوزير، وعدد من الضيوف هم: ناصر جابي أستاذ جامعي وإعلامي وباحث مختص في الشأن النقابي، والأستاذ خواص المنسق الوطني السابق لنقابة »كناس«، والأستاذ حسين زهوان، ومصطفى بوشاشي رئيس رابطة حقوق الإنسان، والأستاذ جمال غول رئيس نقابة المجلس الوطني المستقل للأئمة، والأستاذ عبد المالك رحماني المنسق الوطني الحالي لنقابة »كناس«، والدكتور الياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، والدكتور محمد يوسفي رئيس نقابة الأخصائيين. وهؤلاء كلهم تقدموا بكلمات في الجلسة الصباحية من يوم أمس، مع عدد من الأعضاء المؤسسين للنقابة. وتغيب عن الحضور الشرفي كل من ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، وممثل الاتحادية الوطنية لمال التربية المنضوية تحت الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وممثل »سناباب«، وهؤلاء الثلاثة كانوا مدعوين، ونودي على أسمائهم بقاعة المؤتمر. وفي كلمة الافتتاح أوضح الأستاذ نوار العربي أن جزء من المطالب المهنية الاجتماعية التي كافحت من أجلها النقابة تحققت، ومازال البعض الآخر منها يراوح مكانه لدى الحكومة، ولم تحرك ساكنا للاستجابة إليها، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر ملفات منح الجنوب، والسكن، وطب العمل، وهي وفق ما قال ملفات تقتضي تجنيدا واسعا، وتهمّ قطاعات عديدة. ونصح بالإبقاء على اليقظة النقابية، ومتابعة الوضع، ولاسيما منه ما يمس بالمهنة والجانب المهني الاجتماعي. ودعا إلى مراجعة القيمة المالية للنقطة الاستدلالية، والمطالبة بتحسينها، أو الرفع منها. وقال نوار العربي في سياق آخر: إن المربي يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه وطنه ودولته، لأنه يكوّن مواطن الغد، الذي تُوكل له مهام التعمير والتسيير والتطوير، ورغم أن الدولة تضخ ملايير الدولارات في التربية، إلا أن الجميع يشتكي من ضعف المستوى، وفي هذا كثير من الذاتية. وبعد أن ألحّ على التكوين النوعي للمربي، وضرورة إطلاعه على أهداف الإصلاح طالب بالابتعاد عن الشعبوية في التقييم الدراسي، وعن تحديد عتبة الدروس، وتسهيل الأسئلة، وتضخيم سلم التنقيط . وذكر نوار العربي المؤتمرين بأهم نقطة تُطرح عليهم، وهي مسألة توسيع النقابة إلى أساتذة الطورين الابتدائي والمتوسط . ولقد عبر من جهته ممثل الوزير الياس بن عزوط عن ارتياحه لحضور هذا المؤتمر، والذي سبقهُ، وقد أبلغهم تحيات الوزير، وسجل وفق ما قال التطور الحاصل في نقابة »كناباست«، موضحا أنه عايش الملفات الحساسة بالقطاع، والعمل النقابي، وكثير منها كسبتها النقابة، وهي حسب ما أضاف مفخرة للمربين وللوزارة وللقطاع ككل بدء من القانون الأساسي الخاص، إلى التعديل الحاصل في نظام المنح والتعويضات، إلى الحوار مع النقابات، وهو ما قال بشأنه، أن وزير التربية الجديد متفتح عليه، وقد أصرّ على أن يعقد جلسات مع كل النقابات، خدمة للتلميذ وللمربي، وخدمة للقطاع والتربية بصفة عامة. وسجل باقي الضيوف المذكورة أسمائهم إلى الخطوات الإيجابية المقطوعة، وإلى النضالات المنتظرة والمطلوبة، مؤكدين أن »كناباست« أصبحت جزء من الساحة النقابية، وهي تتقوى يوما بعد يوم، لتكون البديل الأمثل لحل المشاكل المطروحة، وتغيير الأوضاع السلبية القائمة. ولعل الأمر الجديد القديم في هذه المداخلات هو ما تقدم به كل من الدكتور الياس مرابط والدكتور يوسفي، حينما أعادا إحياء الدعوة إلى تجسيد فكرة »الكنفدرالية الوطنية«، الجامعة لكل النقابات المستقلة، التي سبق لهم أن نادوا بها منذ سنتين، ووجدت في طريقها عراقيل وصعوبات من أجل التجسيد، وأكد كلاهما على ضرورة العودة إلى الفكرة، والشروع في التنسيق النقابي والعمل الجماعي من أجل تأسيس هذا الإطار النقابي الجامع. وحتى وإن كانت صلاحيات النقابة محددة ومعلومة، إلا أن المتدخلين ومنهم على وجه الخصوص الأستاذ بوشاشي مصطفي القانوني والحقوقي البارز قد ألحّوا على أن لا تكتفي النقابات بالدفاع عن المصالح المادية والمعنوية لعمال القطاع، بل يجب أن تتعداها لتأخذ على عاتقها مسؤوليات إزاء المجتمع.